nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=18ولا يستثنون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فأصبحت كالصريم nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=21فتنادوا مصبحين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فانطلقوا وهم يتخافتون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=24أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وغدوا على حرد قادرين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26فلما رأوها قالوا إنا لضالون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=27بل نحن محرومون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=29قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=30فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=31قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون nindex.php?page=treesubj&link=29039_33982_32016قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إنا بلوناهم يعني كفار
مكة ، فإن الله ابتلاهم بالجوع والقحط بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والابتلاء الاختبار ، والمعنى : أعطيناهم الأموال ليشكروا لا ليبطروا ، فلما بطروا ابتليناهم بالجوع والقحط كما بلونا
nindex.php?page=treesubj&link=33982_32016_26990أصحاب الجنة ، المعروف خبرهم عندهم ، وذلك أنها كانت بأرض
اليمن على فرسخين من
صنعاء لرجل يؤدي حق الله منها ، فمات وصارت إلى أولاده ، فمنعوا الناس خيرها ، وبخلوا بحق الله فيها .
قال
الواحدي : هم قوم من
ثقيف كانوا
باليمن مسلمين ورثوا من أبيهم ضيعة ، فيها جنات وزرع ونخيل ، وكان أبوهم يجعل مما فيها من كل شيء حظا للمساكين عند الحصاد والصرام ، فقالت بنوه : المال قليل ، والعيال كثير ، ولا يسعنا أن نفعل كما كان يفعل أبونا ، وعزموا على حرمان المساكين ، فصارت عاقبتهم إلى ما قص الله في كتابه .
قال
الكلبي : كان بينهم وبين
صنعاء فرسخان ، ابتلاهم الله بأن حرق جنتهم .
وقيل : هي جنة كانت
بصوران ، وصوران على فراسخ من
صنعاء ، وكان أصحاب هذه الجنة بعد رفع
عيسى بيسير إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين أي حلفوا ليقطعنها داخلين في وقت الصباح ، والصرم القطع للثمر والزرع ، وانتصاب " مصبحين " على الحال من فاعل " ليصرمنها " ، والكاف في " كما بلونا " نعت مصدر محذوف ، أي : بلوناهم ابتلاء كما بلونا ، و " ما " مصدرية ، أو بمعنى الذي ، و " إذ " ظرف ل " بلونا " منتصب به ، و " ليصرمنها " جواب القسم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=18ولا يستثنون يعني : ولا يقولون إن شاء الله ، وهذه الجملة مستأنفة لبيان ما وقع منهم ، أو حال .
وقيل : المعنى : ولا يستثنون للمساكين من جملة ذلك القدر الذي كان يدفعه أبوهم إليهم ، قاله
عكرمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون أي : طاف على تلك الجنة طائف من جهة الله سبحانه ، والطائف قيل : هو نار أحرقتها حتى صارت سوداء ، كذا قال
مقاتل . وقيل : الطائف
جبريل اقتلعها ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19وهم نائمون في محل نصب على الحال .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فأصبحت كالصريم أي كالشيء الذي صرمت ثماره ، أي : قطعت ، فعيل بمعنى مفعول .
وقال
الفراء : كالصريم كالليل المظلم ، ومنه قول الشاعر :
تطاول ليلك الجون الصريم فما ينجاب عن صبح بهيم
والمعنى : أنها حرقت فصارت كالليل الأسود قال : والصريم الرماد الأسود بلغة خزيمة .
وقال
الأخفش أي كالصبح انصرم من الليل ، يعني أنها يبست وابيضت .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : الصريم الليل ، والصريم النهار ، أي : ينصرم هذا عن هذا ، وذاك عن هذا ، وقيل : سمي الليل صريما لأنه يقطع بظلمته عن التصرف .
وقال
المؤرج : الصريم الرملة لأنها لا يثبت عليها شيء ينتفع به .
وقال
الحسن : صرم منها الخير ، أي : قطع .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=21فتنادوا مصبحين أي نادى بعضهم بعضا داخلين في الصباح .
قال
مقاتل : لما أصبحوا قال بعضهم لبعض أن اغدوا على حرثكم ، و " أن " في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22أن اغدوا هي المفسرة ؛ لأن في التنادي معنى القول ، أو هي المصدرية ، أي : بأن اغدوا ، والمراد اخرجوا غدوة ، والمراد بالحرث الثمار والزرع
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22إن كنتم صارمين أي قاصدين للصرم ، والغدو يتعدى بإلى وعلى ، فلا حاجة إلى تضمينه معنى الإقبال كما قيل ، وجواب الشرط محذوف ، أي : إن كنتم صارمين فاغدوا ، وقيل : معنى صارمين ماضين في العزم ، من قولك : سيف صارم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فانطلقوا وهم يتخافتون أي ذهبوا إلى جنتهم وهم يسرون الكلام بينهم لئلا يعلم أحد بهم ، يقال خفت يخفت : إذا سكن و لم ينبس ، ومنه قول
دريد بن الصمة :
وإني لم أهلك ملالا ولم أمت خفاتا وكلا ظنه بي عويمر
وقيل : المعنى : يخفون أنفسهم من الناس حتى لا يروهم ، فيقصدوهم كما كانوا يقصدون أباهم وقت الحصاد .
والأول أولى لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=24أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين فإن " أن " هي المفسرة للتخافت المذكور لما فيه من معنى القول .
والمعنى : يسر بعضهم إلى بعض هذا القول ، وهو : لا يدخل هذه الجنة اليوم عليكم مسكين ، فيطلب منكم أن تعطوه منها ما كان يعطيه أبوكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وغدوا على حرد قادرين الحرد يكون بمعنى المنع والقصد .
قال
قتادة ،
ومقاتل ،
والكلبي ،
والحسن ،
ومجاهد : الحرد هنا بمعنى القصد ؛ لأن القاصد إلى الشيء حارد ، يقال : حرد يحرد ؛ إذا قصد ، تقول : حردت حردك ، أي : قصدت قصدك ، ومنه قول الراجز :
أقبل سيل جاء من عند الله يحرد حرد الجنة المحلة
وقال
أبو عبيدة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد ،
والقتيبي :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25على حرد على منع ، من قولهم حردت الإبل حردا : إذا قلت ألبانها ، والحرود من النوق هي القليلة اللبن .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ،
وسفيان ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي على حرد على غضب ، ومنه قول الشاعر :
إذا جياد الخيل جاءت تردى مملوءة من غضب وحرد
وقول الآخر :
تساقوا على حرد دماء الأساود
ومنه قيل : أسد حارد .
وروي عن
قتادة ،
ومجاهد أيضا
[ ص: 1519 ] أنهما قالا : على حرد ، أي : على حسد .
وقال
الحسن أيضا : على حاجة وفاقة .
وقيل : على حرد : على انفراد ، يقال : حرد يحرد حردا أو حرودا : إذا تنحى عن قومه ونزل منفردا عنهم ولم يخالطهم ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي وغيره .
وقال
الأزهري : حرد اسم قريتهم ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : اسم جنتهم .
قرأ الجمهور حرد بسكون الراء .
وقرأ
أبو العالية ،
وابن السميفع بفتحها . وانتصاب قادرين على الحال .
قال
الفراء : ومعنى قادرين : قد قدروا وبنوا عليه ، وقال
قتادة : قادرين على جنتهم عند أنفسهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : يعني قادرين على المساكين .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26فلما رأوها أي لما رأوا جنتهم وشاهدوا ما قد حل بها من الآفة التي أذهبت ما فيها
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26قالوا إنا لضالون أي قال بعضهم لبعض : قد ضللنا طريق جنتنا وليست هذه .
ثم لما تأملوا وعلموا أنها جنتهم ، وأن الله سبحانه قد عاقبهم بإذهاب ما فيها من الثمر والزرع قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=27بل نحن محرومون أي حرمنا جنتنا بسبب ما وقع منا من العزم على منع المساكين من خيرها ، فأضربوا عن قولهم الأول إلى هذا القول ، وقيل : معنى قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26إنا لضالون أنهم ضلوا عن الصواب بما وقع منهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قال أوسطهم أي أمثلهم وأعقلهم وخيرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28ألم أقل لكم لولا تسبحون أي هلا تسبحون : يعني تستثنون ، وسمي الاستثناء تسبيحا ، لأنه تعظيم لله وإقرار به ، وهذا يدل على أن أوسطهم كان أمرهم بالاستثناء فلم يطيعوه ، وقال
مجاهد وأبو صالح وغيرهما : كان استثناؤهم تسبيحا .
قال
النحاس :
nindex.php?page=treesubj&link=33143أصل التسبيح التنزيه لله عز وجل ، فجعل التسبيح في موضع إن شاء الله .
وقيل : المعنى : هلا تستغفرون الله من فعلكم وتتوبون إليه من هذه النية التي عزمتم عليها ، وكان أوسطهم قد قال لهم ذلك ، فلما قال لهم ذلك بعد مشاهدتهم الجنة على تلك الصفة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=29قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين أي : تنزيها له عن أن يكون ظالما فيما صنع بجنتنا ، فإن ذلك بسبب ذنبنا الذي فعلناه ، وقيل : معنى تسبيحهم : الاستغفار ، أي : نستغفر ربنا من ذنبنا إنا كنا ظالمين لأنفسنا في منعنا للمساكين .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=30فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون أي : يلوم بعضهم بعضا في منعهم للمساكين وعزمهم على ذلك .
ثم نادوا على أنفسهم بالويل حيث قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=31يا ويلنا إنا كنا طاغين أي : عاصين متجاوزين حدود الله بمنع الفقراء وترك الاستثناء .
قال
ابن كيسان ، أي : طغينا نعم الله فلم نشكرها كما شكرها أبونا من قبل .
ثم رجعوا إلى الله وسألوه أن يعوضهم بخير منها فقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها لما اعترفوا بالخطيئة رجوا من الله عز وجل أن يبدلهم جنة خيرا من جنتهم ، قيل : إنهم تعاقدوا فيما بينهم ، وقالوا إن أبدلنا الله خيرا منها لنصنعن كما صنع أبونا ، فدعوا الله وتضرعوا فأبدلهم من ليلتهم ما هو خير منها .
قرأ الجمهور
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32يبدلنا بالتخفيف ، وقرأ أبو
عمرو وأهل
المدينة بالتشديد ، وهما لغتان ، والتبديل تغيير ذات الشيء ، أو تغيير صفته ، والإبدال رفع الشيء جملة ووضع آخر مكانه ، كما مضى في سورة سبأ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32إنا إلى ربنا راغبون أي : طالبون منه الخير راجون لعفوه راجعون إليه وعدي بإلى وهو إنما يتعدى بعن أو في لتضمينه معنى الرجوع .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كذلك العذاب أي : مثل ذلك العذاب الذي بلوناهم به وبلونا أهل مكة عذاب الدنيا ، و " العذاب " مبتدأ مؤخر ، و " كذلك " خبره ،
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون أي : أشد وأعظم لو كان المشركون يعلمون أنه كذلك ولكنهم لا يعلمون .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17كما بلونا أصحاب الجنة قال : هم ناس من
الحبشة كان لأبيهم جنة وكان يطعم منها المساكين ، فمات أبوهم فقال بنوه : إن كان أبونا لأحمق كان يطعم المساكين ، فأقسموا ليصرمنها مصبحين وأن لا يطعموا مسكينا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فطاف عليها طائف قال : أمر من الله . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إياكم والمعصية ، فإن nindex.php?page=treesubj&link=29494العبد ليذنب الذنب الواحد فينسى به الباب من العلم ، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هيئ له . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فأصبحت كالصريم قد حرموا خير جنتهم بذنبهم .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20كالصريم قال : مثل الليل الأسود . وأخرج
ابن المنذر عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23وهم يتخافتون قال : الإسرار والكلام الخفي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25على حرد قادرين يقول : ذو قدرة .
وأخرج
ابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26إنا لضالون قال : أضللنا مكان جنتنا .
وأخرجا عنه أيضا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قال أوسطهم قال : أعدلهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=18وَلَا يَسْتَثْنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=21فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=24أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=27بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=29قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=30فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=31قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29039_33982_32016قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ يَعْنِي كُفَّارَ
مَكَّةَ ، فَإِنَّ اللَّهَ ابْتَلَاهُمْ بِالْجُوعِ وَالْقَحْطِ بِدَعْوَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالِابْتِلَاءُ الِاخْتِبَارُ ، وَالْمَعْنَى : أَعْطَيْنَاهُمُ الْأَمْوَالَ لِيَشْكُرُوا لَا لِيَبْطَرُوا ، فَلَمَّا بَطِرُوا ابْتَلَيْنَاهُمْ بِالْجُوعِ وَالْقَحْطِ كَمَا بَلَوْنَا
nindex.php?page=treesubj&link=33982_32016_26990أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ، الْمَعْرُوفُ خَبَرُهُمْ عِنْدَهُمْ ، وَذَلِكَ أَنَّهَا كَانَتْ بِأَرْضِ
الْيَمَنِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْ
صَنْعَاءَ لِرَجُلٍ يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ مِنْهَا ، فَمَاتَ وَصَارَتْ إِلَى أَوْلَادِهِ ، فَمَنَعُوا النَّاسَ خَيْرَهَا ، وَبَخِلُوا بِحَقِّ اللَّهِ فِيهَا .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : هُمْ قَوْمٌ مِنْ
ثَقِيفٍ كَانُوا
بِالْيَمَنِ مُسْلِمِينَ وَرِثُوا مِنْ أَبِيهِمْ ضَيْعَةً ، فِيهَا جَنَّاتٌ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ ، وَكَانَ أَبُوهُمْ يَجْعَلُ مِمَّا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَظًّا لِلْمَسَاكِينِ عِنْدَ الْحَصَادِ وَالصِّرَامِ ، فَقَالَتْ بَنُوهُ : الْمَالُ قَلِيلٌ ، وَالْعِيَالُ كَثِيرٌ ، وَلَا يَسَعُنَا أَنْ نَفْعَلَ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ أَبُونَا ، وَعَزَمُوا عَلَى حِرْمَانِ الْمَسَاكِينِ ، فَصَارَتْ عَاقِبَتُهُمْ إِلَى مَا قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : كَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
صَنْعَاءَ فَرْسَخَانِ ، ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِأَنْ حَرَّقَ جَنَّتَهُمْ .
وَقِيلَ : هِيَ جَنَّةٌ كَانَتْ
بِصُورَانَ ، وَصُورَانُ عَلَى فَرَاسِخَ مِنْ
صَنْعَاءَ ، وَكَانَ أَصْحَابُ هَذِهِ الْجَنَّةِ بَعْدَ رَفْعِ
عِيسَى بِيَسِيرٍ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ أَيْ حَلَفُوا لَيَقْطَعُنَّهَا دَاخِلِينَ فِي وَقْتِ الصَّبَاحِ ، وَالصَّرْمُ الْقَطْعُ لِلثَّمَرِ وَالزَّرْعِ ، وَانْتِصَابُ " مُصْبِحِينَ " عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ " لِيَصْرِمُنَّهَا " ، وَالْكَافُ فِي " كَمَا بَلَوْنَا " نَعْتُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ : بَلَوْنَاهُمُ ابْتِلَاءً كَمَا بَلَوْنَا ، وَ " مَا " مَصْدَرِيَّةٌ ، أَوْ بِمَعْنَى الَّذِي ، وَ " إِذْ " ظَرْفٌ لِ " بَلَوْنَا " مُنْتَصِبٌ بِهِ ، وَ " لَيَصْرِمُنَّهَا " جَوَابُ الْقَسَمِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=18وَلَا يَسْتَثْنُونَ يَعْنِي : وَلَا يَقُولُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ مَا وَقَعَ مِنْهُمْ ، أَوْ حَالٌ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : وَلَا يَسْتَثْنُونَ لِلْمَسَاكِينِ مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ الْقَدْرِ الَّذِي كَانَ يَدْفَعُهُ أَبُوهُمْ إِلَيْهِمْ ، قَالَهُ
عِكْرِمَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ أَيْ : طَافَ عَلَى تِلْكَ الْجَنَّةِ طَائِفٌ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالطَّائِفُ قِيلَ : هُوَ نَارٌ أَحْرَقَتْهَا حَتَّى صَارَتْ سَوْدَاءَ ، كَذَا قَالَ
مُقَاتِلٌ . وَقِيلَ : الطَّائِفُ
جِبْرِيلُ اقْتَلَعَهَا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19وَهُمْ نَائِمُونَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ أَيْ كَالشَّيْءِ الَّذِي صُرِمَتْ ثِمَارُهُ ، أَيْ : قُطِعَتْ ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : كَالصَّرِيمِ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
تَطَاوَلَ لَيْلُكَ الْجَوْنُ الصَّرِيمُ فَمَا يَنْجَابُ عَنْ صُبْحٍ بَهِيمِ
وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا حُرِقَتْ فَصَارَتْ كَاللَّيْلِ الْأَسْوَدِ قَالَ : وَالصَّرِيمُ الرَّمَادُ الْأَسْوَدُ بِلُغَةِ خُزَيْمَةَ .
وَقَالَ
الْأَخْفَشُ أَيْ كَالصُّبْحِ انْصَرَمَ مِنَ اللَّيْلِ ، يَعْنِي أَنَّهَا يَبِسَتْ وَابْيَضَّتْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الصَّرِيمُ اللَّيْلُ ، وَالصَّرِيمُ النَّهَارُ ، أَيْ : يَنْصَرِمُ هَذَا عَنْ هَذَا ، وَذَاكَ عَنْ هَذَا ، وَقِيلَ : سُمِّيَ اللَّيْلُ صَرِيمًا لِأَنَّهُ يَقْطَعُ بِظُلْمَتِهِ عَنِ التَّصَرُّفِ .
وَقَالَ
الْمُؤَرِّجُ : الصَّرِيمُ الرَّمْلَةُ لِأَنَّهَا لَا يَثْبُتُ عَلَيْهَا شَيْءٌ يُنْتَفَعُ بِهِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : صُرِمَ مِنْهَا الْخَيْرُ ، أَيْ : قُطِعَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=21فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَيْ نَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا دَاخِلِينَ فِي الصَّبَاحِ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : لَمَّا أَصْبَحُوا قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَنِ اغْدُوَا عَلَى حَرْثِكُمْ ، وَ " أَنْ " فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22أَنِ اغْدُوا هِيَ الْمُفَسِّرَةُ ؛ لِأَنَّ فِي التَّنَادِي مَعْنَى الْقَوْلِ ، أَوْ هِيَ الْمَصْدَرِيَّةُ ، أَيْ : بِأَنِ اغْدُوا ، وَالْمُرَادُ اخْرُجُوا غُدْوَةً ، وَالْمُرَادُ بِالْحَرْثِ الثِّمَارُ وَالزَّرْعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ أَيْ قَاصِدِينَ لِلصَّرْمِ ، وَالْغُدُوِّ يَتَعَدَّى بِإِلَى وَعَلَى ، فَلَا حَاجَةَ إِلَى تَضْمِينِهِ مَعْنَى الْإِقْبَالِ كَمَا قِيلَ ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ ، أَيْ : إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَاغْدُوا ، وَقِيلَ : مَعْنَى صَارِمِينَ مَاضِينَ فِي الْعَزْمِ ، مِنْ قَوْلِكَ : سَيْفٌ صَارِمٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَيْ ذَهَبُوا إِلَى جَنَّتِهِمْ وَهُمْ يُسِرُّونَ الْكَلَامَ بَيْنَهُمْ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَحَدٌ بِهِمْ ، يُقَالُ خَفَتَ يَخْفِتُ : إِذَا سَكَنَ وَ لَمْ يَنْبِسْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةَ :
وَإِنِّي لَمْ أَهْلِكْ مَلَالًا وَلَمْ أَمُتْ خِفَاتًا وَكُلًّا ظَنَّهُ بِي عُوَيْمِرُ
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : يُخْفُونَ أَنْفُسَهُمْ مِنَ النَّاسِ حَتَّى لَا يَرَوْهُمْ ، فَيَقْصِدُوهُمْ كَمَا كَانُوا يَقْصِدُونَ أَبَاهُمْ وَقْتَ الْحَصَادِ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=24أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ فَإِنَّ " أَنْ " هِيَ الْمُفَسِّرَةُ لِلتَّخَافُتِ الْمَذْكُورِ لِمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْقَوْلِ .
وَالْمَعْنَى : يُسِرُّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَذَا الْقَوْلَ ، وَهُوَ : لَا يَدْخُلُ هَذِهِ الْجَنَّةَ الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ، فَيَطْلُبُ مِنْكُمْ أَنْ تُعْطُوهُ مِنْهَا مَا كَانَ يُعْطِيهِ أَبُوكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ الْحَرْدُ يَكُونُ بِمَعْنَى الْمَنْعِ وَالْقَصْدِ .
قَالَ
قَتَادَةُ ،
وَمُقَاتِلٌ ،
وَالْكَلْبِيُّ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَمُجَاهِدٌ : الْحَرْدُ هُنَا بِمَعْنَى الْقَصْدِ ؛ لِأَنَّ الْقَاصِدَ إِلَى الشَّيْءِ حَارِدٌ ، يُقَالُ : حَرَدَ يَحْرِدُ ؛ إِذَا قَصَدَ ، تَقُولُ : حَرَدْتُ حَرْدَكَ ، أَيْ : قَصَدْتُ قَصْدَكَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
أَقْبَلَ سَيْلٌ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يَحْرِدُ حَرْدَ الْجَنَّةِ الْمُحِلَّةِ
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ ،
وَالْقُتَيْبِيُّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25عَلَى حَرْدٍ عَلَى مَنْعٍ ، مِنْ قَوْلِهِمْ حَرَدَتِ الْإِبِلُ حَرْدًا : إِذَا قَلَّتْ أَلْبَانُهَا ، وَالْحَرُودُ مِنَ النُّوقِ هِيَ الْقَلِيلَةُ اللَّبَنِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ،
وَسُفْيَانُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ عَلَى حَرْدٍ عَلَى غَضَبٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
إِذَا جِيَادُ الْخَيْلِ جَاءَتْ تَرْدَى مَمْلُوءَةً مِنْ غَضَبٍ وَحَرْدِ
وَقَوْلُ الْآخَرِ :
تَسَاقَوْا عَلَى حَرْدٍ دِمَاءَ الْأَسَاوِدِ
وَمِنْهُ قِيلَ : أَسَدٌ حَارِدٌ .
وَرُوِيَ عَنْ
قَتَادَةَ ،
وَمُجَاهِدٍ أَيْضًا
[ ص: 1519 ] أَنَّهُمَا قَالَا : عَلَى حَرْدٍ ، أَيْ : عَلَى حَسَدٍ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ أَيْضًا : عَلَى حَاجَةٍ وَفَاقَةٍ .
وَقِيلَ : عَلَى حَرْدٍ : عَلَى انْفِرَادٍ ، يُقَالُ : حَرَدَ يَحْرِدُ حَرْدًا أَوْ حُرُودًا : إِذَا تَنَحَّى عَنْ قَوْمِهِ وَنَزَلَ مُنْفَرِدًا عَنْهُمْ وَلَمْ يُخَالِطْهُمْ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ وَغَيْرُهُ .
وَقَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : حَرْدٌ اسْمُ قَرْيَتِهِمْ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : اسْمُ جَنَّتِهِمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ حَرْدٍ بِسُكُونِ الرَّاءِ .
وَقَرَأَ
أَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَابْنُ السَّمَيْفَعِ بِفَتْحِهَا . وَانْتِصَابُ قَادِرِينَ عَلَى الْحَالِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَمَعْنَى قَادِرِينَ : قَدْ قَدَرُوا وَبَنَوْا عَلَيْهِ ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : قَادِرِينَ عَلَى جَنَّتِهِمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : يَعْنِي قَادِرِينَ عَلَى الْمَسَاكِينِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26فَلَمَّا رَأَوْهَا أَيْ لَمَّا رَأَوْا جَنَّتَهُمْ وَشَاهَدُوا مَا قَدْ حَلَّ بِهَا مِنَ الْآفَةِ الَّتِي أَذْهَبَتْ مَا فِيهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ أَيْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : قَدْ ضَلَلْنَا طَرِيقَ جَنَّتِنَا وَلَيْسَتْ هَذِهِ .
ثُمَّ لَمَّا تَأَمَّلُوا وَعَلِمُوا أَنَّهَا جَنَّتُهُمْ ، وَأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ عَاقَبَهُمْ بِإِذْهَابِ مَا فِيهَا مِنَ الثَّمَرِ وَالزَّرْعِ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=27بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَيْ حُرِمْنَا جَنَّتَنَا بِسَبَبِ مَا وَقَعَ مِنَّا مِنَ الْعَزْمِ عَلَى مَنْعِ الْمَسَاكِينِ مِنْ خَيْرِهَا ، فَأَضْرَبُوا عَنْ قَوْلِهِمُ الْأَوَّلِ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ ، وَقِيلَ : مَعْنَى قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26إِنَّا لَضَالُّونَ أَنَّهُمْ ضَلُّوا عَنِ الصَّوَابِ بِمَا وَقَعَ مِنْهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَيْ أَمْثَلُهُمْ وَأَعْقَلُهُمْ وَخَيْرُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ أَيْ هَلَّا تُسَبِّحُونَ : يَعْنِي تَسْتَثْنُونَ ، وَسُمِّيَ الِاسْتِثْنَاءُ تَسْبِيحًا ، لِأَنَّهُ تَعْظِيمٌ لِلَّهِ وَإِقْرَارٌ بِهِ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَوْسَطَهُمْ كَانَ أَمَرَهُمْ بِالِاسْتِثْنَاءِ فَلَمْ يُطِيعُوهُ ، وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَأَبُو صَالِحٍ وَغَيْرُهُمَا : كَانَ اسْتِثْنَاؤُهُمْ تَسْبِيحًا .
قَالَ
النَّحَّاسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=33143أَصْلُ التَّسْبِيحِ التَّنْزِيهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَجَعَلَ التَّسْبِيحَ فِي مَوْضِعِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : هَلَّا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ مِنْ فِعْلِكُمْ وَتَتُوبُونَ إِلَيْهِ مِنْ هَذِهِ النِّيَّةِ الَّتِي عَزَمْتُمْ عَلَيْهَا ، وَكَانَ أَوْسَطُهُمْ قَدْ قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ ، فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ بَعْدَ مُشَاهَدَتِهِمُ الْجَنَّةَ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=29قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ أَيْ : تَنْزِيهًا لَهُ عَنْ أَنْ يَكُونَ ظَالِمًا فِيمَا صَنَعَ بِجَنَّتِنَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ ذَنْبِنَا الَّذِي فَعَلْنَاهُ ، وَقِيلَ : مَعْنَى تَسْبِيحِهِمْ : الِاسْتِغْفَارُ ، أَيْ : نَسْتَغْفِرُ رَبَّنَا مِنْ ذَنْبِنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ لِأَنْفُسِنَا فِي مَنْعِنَا لِلْمَسَاكِينِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=30فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ أَيْ : يَلُومُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي مَنْعِهِمْ لِلْمَسَاكِينِ وَعَزْمِهِمْ عَلَى ذَلِكَ .
ثُمَّ نَادَوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْوَيْلِ حَيْثُ قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=31يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ أَيْ : عَاصِينَ مُتَجَاوِزِينَ حُدُودَ اللَّهِ بِمَنْعِ الْفُقَرَاءِ وَتَرْكِ الِاسْتِثْنَاءِ .
قَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ ، أَيْ : طَغَيْنَا نِعَمَ اللَّهِ فَلَمْ نَشْكُرْهَا كَمَا شَكَرَهَا أَبُونَا مِنْ قَبْلُ .
ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى اللَّهِ وَسَأَلُوهُ أَنْ يُعَوِّضَهُمْ بِخَيْرٍ مِنْهَا فَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا لَمَّا اعْتَرَفُوا بِالْخَطِيئَةِ رَجَوْا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبْدِلَهُمْ جَنَّةً خَيْرًا مِنْ جَنَّتِهِمْ ، قِيلَ : إِنَّهُمْ تَعَاقَدُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، وَقَالُوا إِنْ أَبْدَلَنَا اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا لَنَصْنَعَنَّ كَمَا صَنَعَ أَبُونَا ، فَدَعَوُا اللَّهَ وَتَضَرَّعُوا فَأَبْدَلَهُمْ مِنْ لَيْلَتِهِمْ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32يُبْدِلَنَا بِالتَّخْفِيفِ ، وَقَرَأَ أَبُو
عَمْرٍو وَأَهْلُ
الْمَدِينَةِ بِالتَّشْدِيدِ ، وَهُمَا لُغَتَانِ ، وَالتَّبْدِيلُ تَغْيِيرُ ذَاتِ الشَّيْءِ ، أَوْ تَغْيِيرُ صِفَتِهِ ، وَالْإِبْدَالُ رَفْعُ الشَّيْءِ جُمْلَةً وَوَضْعُ آخَرَ مَكَانَهُ ، كَمَا مَضَى فِي سُورَةِ سَبَأٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=32إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ أَيْ : طَالِبُونَ مِنْهُ الْخَيْرَ رَاجُونَ لِعَفْوِهِ رَاجِعُونَ إِلَيْهِ وَعُدِّيَ بِإِلَى وَهُوَ إِنَّمَا يَتَعَدَّى بِعْنَ أَوْ فِي لِتَضْمِينِهِ مَعْنَى الرُّجُوعِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كَذَلِكَ الْعَذَابُ أَيْ : مِثْلُ ذَلِكَ الْعَذَابُ الَّذِي بَلَوْنَاهُمْ بِهِ وَبَلَوْنَا أَهْلَ مَكَّةَ عَذَابَ الدُّنْيَا ، وَ " الْعَذَابُ " مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ ، وَ " كَذَلِكَ " خَبَرُهُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَيْ : أَشَدُّ وَأَعْظَمُ لَوْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَذَلِكَ وَلَكِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ قَالَ : هُمْ نَاسٌ مِنَ
الْحَبَشَةِ كَانَ لِأَبِيهِمْ جَنَّةٌ وَكَانَ يُطْعِمُ مِنْهَا الْمَسَاكِينَ ، فَمَاتَ أَبُوهُمْ فَقَالَ بَنُوهُ : إِنْ كَانَ أَبُونَا لَأَحْمَقَ كَانَ يُطْعِمُ الْمَسَاكِينَ ، فَأَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَأَنْ لَا يُطْعِمُوا مِسْكِينًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ قَالَ : أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِيَّاكُمْ وَالْمَعْصِيَةَ ، فَإِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=29494الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ الْوَاحِدَ فَيَنْسَى بِهِ الْبَابَ مِنَ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمَ بِهِ رِزْقًا قَدْ كَانَ هُيِّئَ لَهُ . ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ قَدْ حُرِمُوا خَيْرَ جَنَّتِهِمْ بِذَنْبِهِمْ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=20كَالصَّرِيمِ قَالَ : مِثْلُ اللَّيْلِ الْأَسْوَدِ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ قَالَ : الْإِسْرَارُ وَالْكَلَامُ الْخَفِيُّ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ يَقُولُ : ذُو قُدْرَةٍ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26إِنَّا لَضَالُّونَ قَالَ : أُضْلِلْنَا مَكَانَ جَنَّتِنَا .
وَأَخْرَجَا عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قَالَ أَوْسَطُهُمْ قَالَ : أَعْدَلُهُمْ .