nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=23إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=25واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=26ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=29إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=30وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما nindex.php?page=treesubj&link=29047_28864_32238قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=23إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا أي فرقناه في الإنزال ولم ننزله جملة واحدة .
وقيل المعنى : نزلناه عليك ولم تأت به من عندك كما يدعيه المشركون .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24فاصبر لحكم ربك أي لقضائه ، ومن حكمه وقضائه تأخير نصرك إلى أجل اقتضته حكمته .
قيل وهذا منسوخ بآية السيف
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24ولا تطع منهم آثما أو كفورا أي لا تطع كل واحد من مرتكب لإثم وغال في كفر ، فنهاه الله سبحانه عن ذلك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : إن الألف هنا آكد من الواو وحدها لأنك إذا قلت : لا تطع زيدا وعمرا ، فأطاع أحدهما كان غير عاص ؛ لأنه أمره أن لا يطيع الاثنين ، فإذا قال : لا تطع منهم آثما أو كفورا دل ذلك على أن كل واحد منهما أهل أن يعصى ، كما أنك إذا قلت : لا تخالف
الحسن أو
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، فقد قلت إنهما أهل أن يتبعا ، وكل واحد منهما أهل أن يتبع .
وقال
الفراء " أو " هنا بمنزلة ( لا ) ، كأنه قال : ولا كفورا .
وقيل المراد بقوله : آثما
عتبة بن ربيعة ، وبقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24أو كفورا الوليد بن المغيرة ، لأنهما قالا للنبي صلى الله عليه وسلم : ارجع عن هذا الأمر ونحن نرضيك بالمال والتزويج .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29047_32774_32783واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا أي دم على ذكره في جميع الأوقات .
وقيل المعنى : صل لربك أول النهار وآخره ، فأول النهار صلاة الصبح ، وآخره صلاة العصر .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=26nindex.php?page=treesubj&link=29047ومن الليل فاسجد له أي صل المغرب والعشاء .
وقيل المراد الصلاة في بعضه من غير تعيين ، ومن للتبعيض على كل تقدير
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=26وسبحه ليلا طويلا أي نزهه عما لا يليق به ، فيكون المراد الذكر بالتسبيح سواء كان في الصلاة أو في غيرها .
وقيل المراد التطوع في الليل .
قال
ابن زيد وغيره : إن هذه الآية منسوخة بالصلوات الخمس .
وقيل الأمر للندب .
وقيل هو مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27إن هؤلاء يحبون العاجلة يعني كفار
مكة ومن هو موافق لهم .
والمعنى : أنهم يحبون الدار العاجلة ، وهي دار الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27ويذرون وراءهم يوما ثقيلا أي يتركون ويدعون وراءهم : أي خلفهم أو بين أيديهم وأمامهم يوما شديدا عسيرا ، وهو يوم القيامة ، وسمي ثقيلا لما فيه من الشدائد والأهوال .
ومعنى كونهم يذرونه وراءهم : أنهم لا يستعدون له ولا يعبئون به ، فهم كمن ينبذ الشيء وراء ظهره تهاونا به واستخفافا بشأنه ، وإن كانوا في الحقيقة مستقبلين له وهو أمامهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28نحن خلقناهم أي ابتدأنا خلقهم من تراب ، ثم من نطفة ثم من علقة ، ثم من مضغة إلى أن كمل خلقهم ، ولم يكن لغيرنا في ذلك عمل ولا سعي لا اشتراكا ولا استقلالا
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28nindex.php?page=treesubj&link=29047_32412وشددنا أسرهم الأسر : شدة الخلق ، يقال شد الله أسر فلان : أي قوى خلقه .
قال
مجاهد ،
وقتادة ،
ومقاتل وغيرهم : شددنا خلقهم .
قال
الحسن : شددنا أوصالهم بعضا إلى بعض بالعروق والعصب .
قال
أبو عبيد : يقال فرس شديد الأسر : أي الخلق .
قال
لبيد :
ساهم الوجه شديد أسره مشرف الحارك محبوك القتد
وقال
الأخطل :
من كل مجتنب شديد أسره سلس القياد تخاله مختالا
وقال
ابن زيد : الأسر القوة ، واشتقاقه من الإسار ، وهو القد الذي تشد به الأقتاب .
ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=12572ابن أحمر يصف فرسا :
يمشي بأوطفة شداد أسرها شم السبائك لا تفي بالجدجد
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28nindex.php?page=treesubj&link=29047وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا أي لو شئنا لأهلكناهم وجئنا بأطوع لله منهم .
وقيل : المعنى : مسخناهم إلى أسمج صورة وأقبح خلقة .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=29إن هذه تذكرة يعني إن هذه السورة تذكير وموعظة
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29047_30458فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا أي طريقا يتوسل به إليه ، وذلك بالإيمان والطاعة .
والمراد إلى ثوابه أو إلى جنته .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=29047_28783وما تشاءون إلا أن يشاء الله أي وما تشاءون أن تتخذوا إلى الله سبيلا إلا أن يشاء الله ، فالأمر إليه سبحانه ليس إليهم ، والخير والشر بيده ، لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ؛ فمشيئة العبد مجردة لا
[ ص: 1569 ] تأتي بخير ولا تدفع شرا ، وإن كان يثاب على المشيئة الصالحة ، ويؤجر على قصد الخير كما في حديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021297إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أي لستم تشاءون إلا بمشيئة الله
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=30إن الله كان عليما حكيما في أمره ونهيه : أي بليغ العلم والحكمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=29047_30404يدخل من يشاء في رحمته أي يدخل في رحمته من يشاء أن يدخله فيها ، أو يدخل في جنته من يشاء من عباده .
قال
عطاء : من صدقت نيته أدخله جنته
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=29047_30539_30532والظالمين أعد لهم عذابا أليما انتصاب ( الظالمين ) بفعل مقدر يدل عليه ما قبله : أي يعذب الظالمين ، نصب ( الظالمين ) لأن ما قبله منصوب أي يدخل من يشاء في رحمته ويعذب الظالمين : أي المشركين ، ويكون
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31أعد لهم تفسيرا لهذا المضمر ، والاختيار النصب وإن جاز الرفع ، وبالنصب قرأ الجمهور .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11795أبان بن عثمان بالرفع على الابتداء ، ووجهه أنه لم يكن بعده فعل يقع عليه .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28وشددنا أسرهم قال : خلقهم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28وشددنا أسرهم قال هي المفاصل .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=23إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=25وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=26وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=29إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=30وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=29047_28864_32238قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=23إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا أَيْ فَرَّقْنَاهُ فِي الْإِنْزَالِ وَلَمْ نُنْزِلْهُ جُمْلَةً وَاحِدَةً .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : نَزَّلْنَاهُ عَلَيْكَ وَلَمْ تَأْتِ بِهِ مِنْ عِنْدِكَ كَمَا يَدَّعِيهِ الْمُشْرِكُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ أَيْ لِقَضَائِهِ ، وَمِنْ حُكْمِهِ وَقَضَائِهِ تَأْخِيرُ نَصْرِكَ إِلَى أَجَلٍ اقْتَضَتْهُ حِكْمَتُهُ .
قِيلَ وَهَذَا مَنْسُوخٌ بِآيَةِ السَّيْفِ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا أَيْ لَا تُطِعْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مُرْتَكِبٍ لِإِثْمٍ وَغَالٍ فِي كُفْرٍ ، فَنَهَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ ذَلِكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّ الْأَلِفَ هُنَا آكُدُ مِنَ الْوَاوِ وَحْدَهَا لِأَنَّكَ إِذَا قُلْتَ : لَا تُطِعْ زَيْدًا وَعَمْرًا ، فَأَطَاعَ أَحَدَهُمَا كَانَ غَيْرَ عَاصٍ ؛ لِأَنَّهُ أَمَرَهُ أَنْ لَا يُطِيعَ الِاثْنَيْنِ ، فَإِذَا قَالَ : لَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَهْلٌ أَنْ يُعْصَى ، كَمَا أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ : لَا تُخَالِفِ
الْحَسَنَ أَوْ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنَ سِيرِينَ ، فَقَدْ قُلْتَ إِنَّهُمَا أَهْلٌ أَنْ يُتَّبَعَا ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَهْلٌ أَنْ يُتَّبَعَ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ " أَوْ " هُنَا بِمَنْزِلَةِ ( لَا ) ، كَأَنَّهُ قَالَ : وَلَا كَفُورًا .
وَقِيلَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : آثِمًا
عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَبِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24أَوْ كَفُورًا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، لِأَنَّهُمَا قَالَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ارْجِعْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ وَنَحْنُ نُرْضِيكَ بِالْمَالِ وَالتَّزْوِيجِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29047_32774_32783وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا أَيْ دُمْ عَلَى ذِكْرِهِ فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ .
وَقِيلَ الْمَعْنَى : صَلِّ لِرَبِّكَ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ ، فَأَوَّلُ النَّهَارِ صَلَاةُ الصُّبْحِ ، وَآخِرُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=26nindex.php?page=treesubj&link=29047وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ أَيْ صَلِّ الْمَغْرِبَ وَالْعَشَاءَ .
وَقِيلَ الْمُرَادُ الصَّلَاةُ فِي بَعْضِهِ مِنْ غَيْرِ تَعْيِينٍ ، وَمِنْ لِلتَّبْعِيضِ عَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=26وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا أَيْ نَزِّهْهُ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ ، فَيَكُونُ الْمُرَادُ الذِّكْرُ بِالتَّسْبِيحِ سَوَاءٌ كَانَ فِي الصَّلَاةِ أَوْ فِي غَيْرِهَا .
وَقِيلَ الْمُرَادُ التَّطَوُّعُ فِي اللَّيْلِ .
قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ .
وَقِيلَ الْأَمْرُ لِلنَّدْبِ .
وَقِيلَ هُوَ مَخْصُوصٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ يَعْنِي كُفَّارَ
مَكَّةَ وَمَنْ هُوَ مُوَافِقٌ لَهُمْ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ الدَّارَ الْعَاجِلَةَ ، وَهِيَ دَارُ الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا أَيْ يَتْرُكُونَ وَيَدَعُونَ وَرَاءَهُمْ : أَيْ خَلْفَهُمْ أَوْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَمَامَهُمْ يَوْمًا شَدِيدًا عَسِيرًا ، وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَسُمِّيَ ثَقِيلًا لِمَا فِيهِ مِنَ الشَّدَائِدِ وَالْأَهْوَالِ .
وَمَعْنَى كَوْنِهِمْ يَذَرُونَهُ وَرَاءَهُمْ : أَنَّهُمْ لَا يَسْتَعِدُّونَ لَهُ وَلَا يَعْبَئُونَ بِهِ ، فَهُمْ كَمَنَ يَنْبِذُ الشَّيْءَ وَرَاءَ ظَهْرِهِ تَهَاوُنًا بِهِ وَاسْتِخْفَافًا بِشَأْنِهِ ، وَإِنْ كَانُوا فِي الْحَقِيقَةِ مُسْتَقْبِلِينَ لَهُ وَهُوَ أَمَامَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ أَيِ ابْتَدَأْنَا خَلْقَهُمْ مِنْ تُرَابٍ ، ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ، ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ إِلَى أَنْ كَمُلَ خَلْقَهُمْ ، وَلَمْ يَكُنْ لِغَيْرِنَا فِي ذَلِكَ عَمَلٌ وَلَا سَعْيٌ لَا اشْتِرَاكًا وَلَا اسْتِقْلَالًا
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28nindex.php?page=treesubj&link=29047_32412وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ الْأَسْرُ : شِدَّةُ الْخَلْقِ ، يُقَالُ شَدَّ اللَّهُ أَسْرَ فُلَانٍ : أَيْ قَوَّى خَلْقَهُ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَمُقَاتِلٌ وَغَيْرُهُمْ : شَدَدْنَا خَلْقَهُمْ .
قَالَ
الْحَسَنُ : شَدَدْنَا أَوْصَالَهُمْ بَعْضًا إِلَى بَعْضٍ بِالْعُرُوقِ وَالْعَصَبِ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : يُقَالُ فَرَسٌ شَدِيدُ الْأَسْرِ : أَيِ الْخَلْقِ .
قَالَ
لَبِيدٌ :
سَاهِمُ الْوَجْهِ شَدِيدٌ أَسْرُهُ مُشْرِفُ الْحَارِكِ مَحْبُوكُ الْقَتَدِ
وَقَالَ
الْأَخْطَلُ :
مِنْ كُلِّ مُجْتَنِبٍ شَدِيدٍ أَسْرُهُ سَلِسِ الْقِيَادِ تَخَالُهُ مُخْتَالَا
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الْأُسَرُ الْقُوَّةُ ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْإِسَارِ ، وَهُوَ الْقَدُّ الَّذِي تُشَدُّ بِهِ الْأَقْتَابُ .
وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12572ابْنُ أَحْمَرَ يَصِفُ فَرَسًا :
يَمْشِي بَأَوْطَفَةٍ شِدَادٍ أَسْرُهَا شَمُّ السَّبَائِكِ لَا تَفِي بِالْجُدْجُدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28nindex.php?page=treesubj&link=29047وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا أَيْ لَوْ شِئْنَا لَأَهْلَكْنَاهُمْ وَجِئْنَا بِأَطْوَعَ لِلَّهِ مِنْهُمْ .
وَقِيلَ : الْمَعْنَى : مَسَخْنَاهُمْ إِلَى أَسْمَجِ صُورَةٍ وَأَقْبَحِ خِلْقَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=29إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ يَعْنِي إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ تَذْكِيرٌ وَمَوْعِظَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29047_30458فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا أَيْ طَرِيقًا يَتَوَسَّلُ بِهِ إِلَيْهِ ، وَذَلِكَ بِالْإِيمَانِ وَالطَّاعَةِ .
وَالْمُرَادُ إِلَى ثَوَابِهِ أَوْ إِلَى جَنَّتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=29047_28783وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ أَيْ وَمَا تَشَاءُونَ أَنْ تَتَّخِذُوا إِلَى اللَّهِ سَبِيلًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ، فَالْأَمْرُ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ لَيْسَ إِلَيْهِمْ ، وَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ بِيَدِهِ ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ ؛ فَمَشِيئَةُ الْعَبْدِ مُجَرَّدَةٌ لَا
[ ص: 1569 ] تَأْتِي بِخَيْرٍ وَلَا تَدْفَعُ شَرًّا ، وَإِنْ كَانَ يُثَابُ عَلَى الْمَشِيئَةِ الصَّالِحَةِ ، وَيُؤْجَرُ عَلَى قَصْدِ الْخَيْرِ كَمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021297إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَيْ لَسْتُمْ تَشَاءُونَ إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=30إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ : أَيْ بَلِيغُ الْعَلَمِ وَالْحِكْمَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=29047_30404يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ أَيْ يُدْخِلُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ أَنْ يُدْخِلَهُ فِيهَا ، أَوْ يُدْخِلُ فِي جَنَّتِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ .
قَالَ
عَطَاءٌ : مَنْ صَدَقَتْ نِيَّتُهُ أَدْخَلَهُ جَنَّتَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31nindex.php?page=treesubj&link=29047_30539_30532وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا انْتِصَابُ ( الظَّالِمِينَ ) بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا قَبْلَهُ : أَيْ يُعَذِّبُ الظَّالِمِينَ ، نُصِبَ ( الظَّالِمِينَ ) لِأَنَّ مَا قَبْلَهُ مَنْصُوبٌ أَيْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَيُعَذِّبُ الظَّالِمِينَ : أَيِ الْمُشْرِكِينَ ، وَيَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=31أَعَدَّ لَهُمْ تَفْسِيرًا لِهَذَا الْمُضْمَرِ ، وَالِاخْتِيَارُ النَّصْبُ وَإِنَّ جَازَ الرَّفْعُ ، وَبِالنَّصْبِ قَرَأَ الْجُمْهُورُ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11795أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بِالرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَوَجْهُهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَعْدَهُ فِعْلٌ يَقَعُ عَلَيْهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنَ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ قَالَ : خَلَقَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=28وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ قَالَ هِيَ الْمَفَاصِلُ .