nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217nindex.php?page=treesubj&link=28973_8196يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=218إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217قتال فيه هو بدل اشتمال ، قاله سيبويه .
ووجهه أن السؤال عن الشهر لم يكن إلا باعتبار ما وقع فيه من القتال .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى يسألونك عن
nindex.php?page=treesubj&link=8196القتال في الشهر الحرام ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه قول الشاعر :
فما كان قيس هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدما
فقوله هلكه اشتمال من
قيس ، وقال
الفراء : هو مخفوض ، يعني : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217قتال فيه على نية عن وقال
أبو عبيدة : هو مخفوض على الجوار .
قال
النحاس : لا يجوز أن يعرب الشيء على الجوار في كتاب الله ولا في شيء من الكلام ، وإنما وقع في شيء شاذ ، وهو قولهم : هذا جحر ضب خرب .
وتابع
النحاس ابن عطية في تخطئة
أبي عبيدة .
قال
النحاس : ولا يجوز إضمار عن ، والقول فيه إنه بدل .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وعكرمة : " يسألونك عن الشهر الحرام وعن قتال فيه " .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج " قتال فيه " بالرفع .
قال
النحاس وهو غامض في العربية ، والمعنى : يسألونك عن الشهر الحرام جائز قتال فيه .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217قل قتال فيه كبير مبتدأ وخبر ، أي القتال فيه أمر كبير مستنكر ، والشهر الحرام : المراد به الجنس .
وقد كانت العرب لا تسفك فيه دما ولا تغير على عدو ،
nindex.php?page=treesubj&link=32204والأشهر الحرم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب ، ثلاثة سرد وواحد فرد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وصد عن سبيل الله مبتدأ .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وكفر به معطوف على صد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217والمسجد الحرام عطف على سبيل الله .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وإخراج أهله منه معطوف أيضا على صد .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217أكبر عند الله خبر صد وما عطف عليه : أي الصد عن سبيل الله ، والكفر به والصد عن المسجد الحرام ، وإخراج أهل الحرم منه
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217أكبر عند الله أي أعظم إثما وأشد ذنبا من القتال في الشهر الحرام كذا قال المبرد وغيره ، والضمير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وكفر به يعود إلى الله ، وقيل : يعود إلى الحج .
وقال
الفراء : إن قوله : وصد عطف على كبير ، والمسجد عطف على الضمير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وكفر به فيكون الكلام منتسقا متصلا غير منفصل .
قال
ابن عطية : وذلك خطأ لأن المعنى يسوق إلى أن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وكفر به أي بالله عطف أيضا على كبير ، ويجيء من ذلك أن إخراج أهل المسجد منه أكبر من الكفر بالله ، وهذا بين فساده .
ومعنى الآية على القول الأول الذي ذهب إليه الجمهور : أنكم يا كفار
قريش تستعظمون علينا القتال في الشهر الحرام ، وما تفعلون أنتم من الصد عن سبيل الله لمن أراد الإسلام ومن الكفر بالله ، ومن الصد عن المسجد الحرام ، ومن إخراج أهل الحرم منه أكبر جرما عند الله .
والسبب يشهد لهذا المعنى ، ويفيد أنه المراد كما سيأتي بيانه ، فإن السؤال منهم المذكور في هذه الآية هو سؤال إنكار لما وقع من السرية التي بعثها النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
والمراد بالفتنة هنا الكفر : أي كفركم أكبر من القتل الواقع من السرية التي بعثها النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وقيل : المراد بالفتنة : الإخراج لأهل الحرم منه ، وقيل : المراد بالفتنة هنا فتنتهم عن دينهم حتى يهلكوا ، أي فتنة المستضعفين من المؤمنين ، أو نفس الفتنة التي الكفار عليها .
وهذا أرجح من الوجهين الأولين ؛ لأن الكفر والإخراج قد سبق ذكرهما وأنهما مع الصد أكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217ولا يزالون ابتداء كلام يتضمن الإخبار من الله عز وجل للمؤمنين بأن هؤلاء الكفار لا يزالون مستمرين على قتالكم وعداوتكم حتى يردوكم عن الإسلام إلى الكفر إن استطاعوا ذلك وتهيأ لهم منكم ، والتقييد بهذا الشرط مشعر باستبعاد تمكنهم من ذلك وقدرتهم عليه ، ثم حذر الله سبحانه المؤمنين من الاغترار بالكفار والدخول فيما يريدونه من ردهم عن دينهم الذي هو الغاية لما يريدونه من المقاتلة للمؤمنين فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم إلى آخر الآية .
nindex.php?page=treesubj&link=9927والردة : الرجوع عن الإسلام إلى الكفر ، والتقييد بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217فيمت وهو كافر يفيد أن عمل من ارتد إنما يبطل إذا مات على الكفر .
وحبط : معناه بطل وفسد ، ومنه الحبط وهو فساد يلحق المواشي في بطونها من كثرة أكلها للكلأ فتنتفخ أجوافها ، وربما تموت من ذلك ، وفي هذه الآية تهديد للمسلمين ليثبتوا على دين الإسلام .
ومعنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217في الدنيا والآخرة أنه لا يبقى له حكم المسلمين في الدنيا ، فلا يأخذ شيئا مما يستحقه المسلمون ، ولا يظفر بحظ من حظوظ الإسلام ، ولا ينال شيئا من ثواب الآخرة الذي يوجبه الإسلام ويستحقه أهله .
وقد اختلف أهل العلم في
nindex.php?page=treesubj&link=25369الردة هل تحبط العمل بمجردها أم لا تحبط إلا بالموت على الكفر ، والواجب حمل ما أطلقته الآيات في غير هذا الموضع على ما في هذه الآية
[ ص: 141 ] من التقييد .
وقد تقدم الكلام في معنى الخلود .
قوله : وهاجروا الهجرة معناها الانتقال من موضع إلى موضع ، وترك الأول لإيثار الثاني ، والهجر ضد الوصل ، والتهاجر : التقاطع والمراد بها هنا الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام .
والمجاهدة : استخراج الجهد ، جهد
مجاهدة وجهادا ، والجهاد والتجاهد : بذل الوسع .
وقوله : يرجون معناه يطمعون ، وإنما قال : يرجون بعد تلك الأوصاف المادحة التي وصفهم بها ، لأنه لا يعلم أحد في هذه الدنيا أنه صائر إلى الجنة ، ولو بلغ في طاعة الله كل مبلغ .
والرجاء الأمل ، يقال : رجوت فلانا أرجوه رجاء ورجاوة .
وقد يكون الرجاء بمعنى الخوف كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13ما لكم لا ترجون لله وقارا [ نوح : 13 ] أي لا تخافون عظمة الله .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير وابن المنذر
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني والبيهقي في سننه بسند صحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=401جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019586أنه بعث رهطا وبعث عليهم nindex.php?page=showalam&ids=5أبا عبيدة بن الجراح أو nindex.php?page=showalam&ids=136عبيدة بن الحارث ، فلما ذهب لينطلق بكى شوقا وصبابة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فجلس فبعث مكانه عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا وقال : لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك ، فلما قرأ الكتاب استرجع وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله ، فخبرهم الخبر ، وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى ، فقال المشركون للمسلمين : قتلتم في الشهر الحرام ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217يسألونك عن الشهر الحرام الآية ، فقال بعضهم : إن لم يكونوا أصابوا وزرا فليس لهم أجر ، فأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=218إن الذين آمنوا والذين هاجروا إلى آخر الآية .
وأخرج
البزار عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن سبب نزول الآية هو ذلك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه قال : إن المشركين صدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وردوه عن المسجد الحرام في شهر حرام ، ففتح الله على نبيه في شهر حرام من العام المقبل ، فعاب المشركون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القتال في شهر حرام .
فقال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله من القتال فيه ، وأن
محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بعث سرية ، فلقوا
عمرو بن الحضرمي وهو مقبل من الطائف في آخر ليلة من جمادى وأول ليلة من رجب ، وإن أصحاب
محمد كانوا يظنون أن تلك الليلة من جمادى ، وكانت أول رجب ولم يشعروا فقتله رجل منهم وأخذوا ما كان معه ، وأن المشركين أرسلوا يعيرونه بذلك ، فنزلت الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق عنه : أن سبب نزول الآية مصاب
عمرو بن الحضرمي .
وقد ورد من طرق كثيرة في تعيين السبب مثل ما تقدم وأخرج
ابن أبي داود عن
عطاء بن ميسرة قال : أحل القتال في الشهر الحرام في " براءة " في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=36فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة [ التوبة : 36 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري أنه سئل عن هذه الآية فقال : هذا شيء منسوخ ، ولا بأس بالقتال في الشهر الحرام .
وأخرج
النحاس في ناسخه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن هذه الآية منسوخة بآية السيف في " براءة "
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم [ التوبة : 5 ] .
وأخرج
ابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217والفتنة أكبر من القتل قال : الشرك .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير عن
مجاهد nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217ولا يزالون يقاتلونكم قال : كفار
قريش .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=218أولئك يرجون رحمة الله قال : هؤلاء خيار هذه الأمة جعلهم الله أهل رجاء ، إنه من رجا طلب ، ومن خاف هرب .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
قتادة نحوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217nindex.php?page=treesubj&link=28973_8196يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=218إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217قِتَالٍ فِيهِ هُوَ بَدَلُ اشْتِمَالٍ ، قَالَهُ سِيبَوَيْهِ .
وَوَجْهُهُ أَنَّ السُّؤَالَ عَنِ الشَّهْرِ لَمْ يَكُنْ إِلَّا بِاعْتِبَارِ مَا وَقَعَ فِيهِ مِنَ الْقِتَالِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْمَعْنَى يَسْأَلُونَكَ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=8196الْقِتَالِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
فَمَا كَانَ قَيْسٌ هَلْكُهُ هَلْكَ وَاحِدٍ وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا
فَقَوْلُهُ هَلْكُهُ اشْتِمَالٌ مِنْ
قَيْسٍ ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ مَخْفُوضٌ ، يَعْنِي : قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217قِتَالٍ فِيهِ عَلَى نِيَّةٍ عَنْ وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : هُوَ مَخْفُوضٌ عَلَى الْجِوَارِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : لَا يَجُوزُ أَنْ يُعْرَبَ الشَّيْءُ عَلَى الْجِوَارِ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَلَامِ ، وَإِنَّمَا وَقَعَ فِي شَيْءٍ شَاذٍّ ، وَهُوَ قَوْلُهُمْ : هَذَا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ .
وَتَابَعَ
النَّحَّاسُ ابْنُ عَطِيَّةَ فِي تَخْطِئَةِ
أَبِي عُبَيْدَةَ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَلَا يَجُوزُ إِضْمَارُ عَنْ ، وَالْقَوْلُ فِيهِ إِنَّهُ بَدَلٌ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ وَعِكْرِمَةُ : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ وَعَنْ قِتَالٍ فِيهِ " .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ " قِتَالٌ فِيهِ " بِالرَّفْعِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ وَهُوَ غَامِضٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ ، وَالْمَعْنَى : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ جَائِزٌ قِتَالٌ فِيهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، أَيِ الْقِتَالُ فِيهِ أَمْرٌ كَبِيرٌ مُسْتَنْكَرٌ ، وَالشَّهْرُ الْحَرَامُ : الْمُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ .
وَقَدْ كَانَتِ الْعَرَبُ لَا تَسْفِكُ فِيهِ دَمًا وَلَا تُغِيرُ عَلَى عَدُوٍّ ،
nindex.php?page=treesubj&link=32204وَالْأَشْهُرُ الْحُرُمُ هِيَ : ذُو الْقَعْدَةِ ، وَذُو الْحِجَّةِ ، وَمُحَرَّمٌ ، وَرَجَبٌ ، ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مُبْتَدَأٌ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَكُفْرٌ بِهِ مَعْطُوفٌ عَلَى صَدٍّ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَطْفٌ عَلَى سَبِيلِ اللَّهِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ مَعْطُوفٌ أَيْضًا عَلَى صَدٍّ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ خَبَرُ صَدٌّ وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ : أَيِ الصَّدُّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالْكُفْرُ بِهِ وَالصَّدُّ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَإِخْرَاجُ أَهْلِ الْحَرَمِ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ أَيْ أَعْظَمُ إِثْمًا وَأَشَدُّ ذَنْبًا مِنَ الْقِتَالِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ كَذَا قَالَ الْمُبَرِّدَ وَغَيْرُهُ ، وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَكُفْرٌ بِهِ يَعُودُ إِلَى اللَّهِ ، وَقِيلَ : يَعُودُ إِلَى الْحَجِّ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : إِنَّ قَوْلَهُ : وَصَدٌّ عَطْفٌ عَلَى كَبِيرٌ ، وَالْمَسْجِدُ عَطْفٌ عَلَى الضَّمِيرِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَكُفْرٌ بِهِ فَيَكُونُ الْكَلَامُ مُنْتَسِقًا مُتَّصِلًا غَيْرَ مُنْفَصِلٍ .
قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَذَلِكَ خَطَأٌ لِأَنَّ الْمَعْنَى يَسُوقُ إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَكُفْرٌ بِهِ أَيْ بِاللَّهِ عَطْفٌ أَيْضًا عَلَى كَبِيرٌ ، وَيَجِيءُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ إِخْرَاجَ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنْهُ أَكْبَرُ مِنَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ ، وَهَذَا بَيِّنٌ فَسَادُهُ .
وَمَعْنَى الْآيَةِ عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ الْجُمْهُورُ : أَنَّكُمْ يَا كُفَّارَ
قُرَيْشٍ تَسْتَعْظِمُونَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، وَمَا تَفْعَلُونَ أَنْتُمْ مِنَ الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لِمَنْ أَرَادَ الْإِسْلَامَ وَمِنَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ ، وَمِنَ الصَّدِّ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمِنْ إِخْرَاجِ أَهْلِ الْحَرَمِ مِنْهُ أَكْبَرُ جُرْمًا عِنْدَ اللَّهِ .
وَالسَّبَبُ يَشْهَدُ لِهَذَا الْمَعْنَى ، وَيُفِيدُ أَنَّهُ الْمُرَادُ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ ، فَإِنَّ السُّؤَالَ مِنْهُمُ الْمَذْكُورَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ هُوَ سُؤَالُ إِنْكَارٍ لِمَا وَقَعَ مِنَ السَّرِيَّةِ الَّتِي بَعَثَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .
وَالْمُرَادُ بِالْفِتْنَةِ هُنَا الْكُفْرُ : أَيْ كُفْرِكُمْ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ الْوَاقِعِ مِنَ السَّرِيَّةِ الَّتِي بَعَثَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْفِتْنَةِ : الْإِخْرَاجُ لِأَهْلِ الْحَرَمِ مِنْهُ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالْفِتْنَةِ هُنَا فِتْنَتُهُمْ عَنْ دِينِهِمْ حَتَّى يَهْلَكُوا ، أَيْ فِتْنَةِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْ نَفْسِ الْفِتْنَةِ الَّتِي الْكُفَّارُ عَلَيْهَا .
وَهَذَا أَرْجَحُ مِنَ الْوَجْهَيْنِ الْأَوَّلِينَ ؛ لِأَنَّ الْكُفْرَ وَالْإِخْرَاجَ قَدْ سَبَقَ ذِكْرُهُمَا وَأَنَّهُمَا مَعَ الصَّدِّ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْقِتَالِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَلَا يَزَالُونَ ابْتِدَاءُ كَلَامٍ يَتَضَمَّنُ الْإِخْبَارَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارَ لَا يَزَالُونَ مُسْتَمِرِّينَ عَلَى قِتَالِكُمْ وَعَدَاوَتِكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنِ الْإِسْلَامِ إِلَى الْكُفْرِ إِنِ اسْتَطَاعُوا ذَلِكَ وَتَهَيَّأَ لَهُمْ مِنْكُمْ ، وَالتَّقْيِيدُ بِهَذَا الشَّرْطِ مُشْعِرٌ بِاسْتِبْعَادِ تَمَكُّنِهِمْ مِنْ ذَلِكَ وَقُدْرَتِهِمْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ حَذَّرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الِاغْتِرَارِ بِالْكُفَّارِ وَالدُّخُولِ فِيمَا يُرِيدُونَهُ مِنْ رَدِّهِمْ عَنْ دِينِهِمْ الَّذِي هُوَ الْغَايَةُ لِمَا يُرِيدُونَهُ مِنَ الْمُقَاتَلَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .
nindex.php?page=treesubj&link=9927وَالرِّدَّةُ : الرُّجُوعُ عَنِ الْإِسْلَامِ إِلَى الْكُفْرِ ، وَالتَّقْيِيدِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ يُفِيدُ أَنَّ عَمَلَ مَنِ ارْتَدَّ إِنَّمَا يَبْطُلُ إِذَا مَاتَ عَلَى الْكُفْرِ .
وَحَبِطَ : مَعْنَاهُ بَطَلَ وَفَسَدَ ، وَمِنْهُ الْحَبْطُ وَهُوَ فَسَادٌ يَلْحَقُ الْمَوَاشِيَ فِي بُطُونِهَا مِنْ كَثْرَةِ أَكْلِهَا لِلْكَلَأِ فَتَنْتَفِخُ أَجْوَافُهَا ، وَرُبَّمَا تَمُوتُ مِنْ ذَلِكَ ، وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ تَهْدِيدٌ لِلْمُسْلِمِينَ لِيَثْبُتُوا عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ .
وَمَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَنَّهُ لَا يَبْقَى لَهُ حُكْمُ الْمُسْلِمِينَ فِي الدُّنْيَا ، فَلَا يَأْخُذُ شَيْئًا مِمَّا يَسْتَحِقُّهُ الْمُسْلِمُونَ ، وَلَا يَظْفَرُ بِحَظٍّ مِنْ حُظُوظِ الْإِسْلَامِ ، وَلَا يَنَالُ شَيْئًا مِنْ ثَوَابِ الْآخِرَةِ الَّذِي يُوجِبُهُ الْإِسْلَامُ وَيَسْتَحِقُّهُ أَهْلُهُ .
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=25369الرِّدَّةِ هَلْ تُحْبِطُ الْعَمَلَ بِمُجَرَّدِهَا أَمْ لَا تُحْبِطُ إِلَّا بِالْمَوْتِ عَلَى الْكُفْرِ ، وَالْوَاجِبُ حَمْلُ مَا أَطْلَقَتْهُ الْآيَاتُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ عَلَى مَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ
[ ص: 141 ] مِنَ التَّقْيِيدِ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي مَعْنَى الْخُلُودِ .
قَوْلُهُ : وَهَاجَرُوا الْهِجْرَةُ مَعْنَاهَا الِانْتِقَالُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ ، وَتَرْكُ الْأَوَّلِ لِإِيثَارِ الثَّانِي ، وَالْهَجْرُ ضِدُّ الْوَصْلِ ، وَالتَّهَاجُرُ : التَّقَاطُعُ وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا الْهِجْرَةُ مِنْ دَارِ الْكُفْرِ إِلَى دَارِ الْإِسْلَامِ .
وَالْمُجَاهَدَةُ : اسْتِخْرَاجُ الْجُهْدِ ، جَهَدَ
مُجَاهَدَةً وَجِهَادًا ، وَالْجِهَادُ وَالتَّجَاهُدُ : بَذْلُ الْوُسْعِ .
وَقَوْلُهُ : يَرْجُونَ مَعْنَاهُ يَطْمَعُونَ ، وَإِنَّمَا قَالَ : يَرْجُونَ بَعْدَ تِلْكَ الْأَوْصَافِ الْمَادِحَةِ الَّتِي وَصَفَهُمْ بِهَا ، لِأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا أَنَّهُ صَائِرٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَلَوْ بَلَغَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ كُلَّ مَبْلَغٍ .
وَالرَّجَاءُ الْأَمَلُ ، يُقَالُ : رَجَوْتُ فُلَانًا أَرْجُوهُ رَجَاءً وَرَجَاوَةً .
وَقَدْ يَكُونُ الرَّجَاءُ بِمَعْنَى الْخَوْفِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا [ نُوحٍ : 13 ] أَيْ لَا تَخَافُونَ عَظَمَةَ اللَّهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=401جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019586أَنَّهُ بَعَثَ رَهْطًا وَبَعَثَ عَلَيْهِمْ nindex.php?page=showalam&ids=5أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ أَوْ nindex.php?page=showalam&ids=136عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَنْطَلِقَ بَكَى شَوْقًا وَصَبَابَةً إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَجَلَسَ فَبَعَثَ مَكَانَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَقْرَأَ الْكِتَابَ حَتَّى يَبْلُغَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا وَقَالَ : لَا تُكْرِهَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ عَلَى الْمَسِيرِ مَعَكَ ، فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ اسْتَرْجَعَ وَقَالَ : سَمْعًا وَطَاعَةً لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، فَخَبَّرَهُمُ الْخَبَرَ ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ فَرَجَعَ رَجُلَانِ وَمَضَى بَقِيَّتُهُمْ فَلَقُوا ابْنَ الْحَضْرَمِيَّ فَقَتَلُوهُ ، وَلَمْ يَدْرُوا أَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنْ رَجَبٍ أَوْ جُمَادَى ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلْمُسْلِمِينَ : قَتَلْتُمْ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ الْآيَةَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنْ لَمْ يَكُونُوا أَصَابُوا وِزْرًا فَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=218إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .
وَأَخْرَجَ
الْبَزَّارُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ سَبَبَ نُزُولِ الْآيَةِ هُوَ ذَلِكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ الْمُشْرِكِينَ صَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَرَدُّوهُ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ ، فَعَابَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْقِتَالَ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ .
فَقَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْقِتَالِ فِيهِ ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً ، فَلَقُوا
عَمْرَو بْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَهُوَ مُقْبِلٌ مِنَ الطَّائِفِ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ جُمَادَى وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ ، وَإِنَّ أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مِنْ جُمَادَى ، وَكَانَتْ أَوَّلَ رَجَبٍ وَلَمْ يَشْعُرُوا فَقَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ وَأَخَذُوا مَا كَانَ مَعَهُ ، وَأَنَّ الْمُشْرِكِينَ أَرْسَلُوا يُعَيِّرُونَهُ بِذَلِكَ ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْهُ : أَنَّ سَبَبَ نُزُولِ الْآيَةِ مُصَابُ
عَمْرِو بْنِ الْحَضْرَمِيِّ .
وَقَدْ وَرَدَ مِنْ طُرُقٍ كَثِيرَةٍ فِي تَعْيِينِ السَّبَبِ مِثْلُ مَا تَقَدَّمَ وَأَخْرَجَ
ابْنُ أَبِي دَاوُدَ عَنْ
عَطَاءِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ : أُحِلَّ الْقِتَالُ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ فِي " بَرَاءَةٌ " فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=36فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً [ التَّوْبَةِ : 36 ] .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ : هَذَا شَيْءٌ مَنْسُوخٌ ، وَلَا بَأْسَ بِالْقِتَالِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ .
وَأَخْرَجَ
النَّحَّاسُ فِي نَاسِخِهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ فِي " بَرَاءَةٌ "
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ [ التَّوْبَةِ : 5 ] .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ قَالَ : الشِّرْكُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=217وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ قَالَ : كُفَّارُ
قُرَيْشٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=218أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ قَالَ : هَؤُلَاءِ خِيَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَهْلَ رَجَاءٍ ، إِنَّهُ مَنْ رَجَا طَلَبَ ، وَمَنْ خَافَ هَرَبَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
قَتَادَةَ نَحْوَهُ .