الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  15851 عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عوف بن الحارث ، وهو ابن أخي عائشة لأمها ، أن عائشة حدثته ، أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته : والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها ، فقالت عائشة : أوقال هذا ؟ قالوا : نعم ، فقالت عائشة : هو علي لله نذر أن لا أكلم ابن الزبير بكلمة أبدا قال : فاستشفع عبد الله بن الزبير إليها حين طالت هجرتها إياه ، فقالت : والله لا أشفع فيه أحدا ، فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة ، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة فقال لهما : أنشدكما بالله إلا أدخلتماني على عائشة فإنه لا يحل لها أن تنذر قطيعتي ، فأقبل المسور بن مخرمة ، وعبد الرحمن ، وابن الزبير مشتملين عليه بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة ، فقالا : السلام على [ ص: 445 ] النبي ورحمة الله ، أندخل ؟ فقالت عائشة : ادخلوا ، قالا : أكلنا يا أم المؤمنين ؟ قالت : نعم ، ادخلوا كلكم ، ولا تعلم عائشة أن معهم ابن الزبير ، فلما دخلوا اقتحم ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة رضي الله عنها ، وطفق يناشدها ويبكي وطفق المسور ، وعبد الرحمن يناشدان عائشة إلا ما كلمته وقبلت منه ويقولان لها : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عما عملت من الهجرة ، فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال " فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتجريح طفقت تذكرهم وتبكي ، وتقول : إني قد نذرت والنذر شديد فلم يزالا بها حتى كلمتابن الزبير ، ثم أعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة ، ثم كانت تذكر نذرها ذلك بعدما أعتقت أربعين ، ثم تبكي حتى تبل دموعها خمارها .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية