الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  باب لا يدفعها إليهم إذا لم يعطوا من المال شيئا

                                                                  7182 عبد الرزاق ، عن ابن جريج قال : أخبرني أبو سعيد الأعمى وحدي ، وأخبرنا مع عطاء قال : انطلق أبو حكيم إلى مروان بزكاة ماله ، فقال له مروان : " أفي عطاء أنت ؟ " قال : لا قال : " فاذهب بزكاة مالك ؛ فإنا لا نأخذها منك " قال : ففرض له مروان من الغد .

                                                                  فقال أبو سعيد : ولقي أبو هريرة رجلا يحمل زكاة ماله يريد الإمام ، فقال أبو هريرة : " ما معك ؟ " قال : زكاة مالي أذهب بها إلى الإمام ، قال له : " أفي ديوان أنت ؟ " قال : لا قال : " فلا تعطهم شيئا " .

                                                                  فأخبرني عطاء حينئذ قال : بلغنا ذلك عن علي أنه جاءه رجل بزكاة ماله ، فقال : " أتأخذ من عطائنا ؟ " قال : لا قال : " فاذهب ، فإنا لا نأخذ منك ، لا نجمع عليك ، لا نعطيك ، ونأخذ منك " قال : قلت : يقولون : لا تجب الزكاة على من لم يكن له ديوان قال : " هي ، واجبة عليهم زكاتهم ، ولكنهم يقولون : لا نأخذ منكم ، ولا نعطيكم ، فتأخذ فتعطيهم زكاتهم ؛ لأنه لا يعطيهم من المال شيئا " ، قلت له : امرؤ [ ص: 118 ] له رزق في القمح ليس له في الورق شيء قال : " حسبه ذلك عطاء " قال : " تؤخذ منه حينئذ زكاته " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية