الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          2991 \ 233 - ثنا علي بن عبد الله بن مبشر ، نا أحمد بن سنان ، نا موسى بن داود ، نا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن عبد الله بن رباح قال : وفدنا إلى معاوية ، ومعنا أبو هريرة قال : فكان الرجل منا يصنع الطعام يدعو أصحابه ، هذا يوما ، وهذا يوما قال : فلما كان يومي قلت : يا أبا هريرة ، حدثنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يدرك طعامنا قال : فقال : كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح ، فجعل خالد بن الوليد على إحدى المجنبتين ، وجعل الزبير على الأخرى ، وجعل أبا عبيدة على الساقة في بطن الوادي قال : ثم قال لي : يا أبا هريرة ادع لي الأنصار قال : فدعوتهم ، فجاءوا يهرولون قال : فقال : يا معشر الأنصار ، هذه أوباش قريش ، فإذا لقيتموهم غدا فاحصدوهم حصدا ، ثم موعدكم الصفا قال : وأشار بيده ، فلما كان من الغد ، لم يشرف لهم أحد إلا أناموه قال : وفتح الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتى الصفا فقام عليه ، فجاءه أبو سفيان قال : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيحت خضراء قريش ؛ فلا قريش بعد اليوم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن " قال : فقالت الأنصار : [ ص: 661 ] أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته ، ونزل الوحي على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك ، فقال : يا معشر الأنصار ، قلتم : أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته ، كلا أنا عبد الله ورسوله ، هاجرت إلى الله وإليكم ، والمحيا محياكم ، والممات مماتكم ، فقالوا : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قلنا إلا ضنا بالله ورسوله ، فقال : " إن الله تعالى ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية