الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5139 - وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجاء بالرجل يوم القيامة ، فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه ، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ! ما شأنك ؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه " . متفق عليه .

التالي السابق


5139 - ( وعن أسامة بن زيد ) : صحابيان جليلان ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يجاء ) أي : يؤتى ( بالرجل ) أي : المقصر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( يوم القيامة فيلقى في النار ، فتندلق ) أي : تخرج سريعا ( أقتابه ) أي : أمعاؤه ( فيطحن ) : بصيغة الفاعل على الصحيح أي : يدور ( فيها ) أي : في أقتابه وأقصابه ( كطحن الحمار برحاه ) أي : كدورانه حول رحاه . قال الطيبي - رحمه الله - قوله : فيطحن فيها هو على بناء الفاعل ، والضمير للرجل . وفي فيها للأمعاء ، وفي بعض نسخ المصابيح هو على بناء المفعول وهو خطأ لما ورد في رواية أخرى : فيدور كما يدور الحمار برحاه . قال المظهر أي : يدور ويتردد في أقتابه ، يعني يدور حول أقتابه ويضربها برجله ، ويمكن أن يكون المعنى : فيدور في النار وما حولها ، كما يدور الحمار برحاه أي : في رحاه . ( فيجتمع أهل النار عليه ) أي : من الفسقة ( فيقولون أي فلان ) : كناية عن اسمه ووصفه بالعلم أو المشيخة ( ما شأنك ؟ ) أي : حالك الغريب ومآلك العجيب ( أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال : كنت آمركم ) : بصيغة المتكلم ( بالمعروف ولا آتيه ) أي : لا أفعله ( وأنهاكم عن المنكر وآتيه ) متفق عليه .




الخدمات العلمية