5404 - وعن - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أبي هريرة ويل للعرب من شر قد اقترب ، أفلح من كف يده " . رواه أبو داود .
كتاب الفتن
التالي
السابق
5404 - ( وعن ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ويل للعرب " ) الويل : حلول الشر ، وهو تفجيع ، أو ويل كلمة عذاب ، أو واد في جهنم ، وخص العرب بذلك لأنهم كانوا حينئذ معظم من أسلم ، ( " من شر " ) أي : عظيم ( " قد اقترب " ) أي : ظهوره ، والأظهر أن المراد به ما أشار إليه - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق عليه بقوله : " فتح اليوم من ردم أبي هريرة يأجوج ومأجوج " الحديث . كما تقدم ، والله تعالى أعلم . قال الطيبي - رحمه الله : أراد به الاختلاف الذي ظهر بين المسلمين من وقعة عثمان - رضي الله عنه - أو علي - كرم الله وجهه - ومعاوية رضي الله عنه . أقول : أو أراد به قضية ما وقع بين يزيد مع الحسين - رضي الله عنه - وهو في المعنى أقرب ; لأن شره ظاهر عند كل أحد من العجم والعرب . وقال ابن الملك - رحمه الله : قوله من شر أي من خروج جيش يقاتل العرب ، وقيل : أراد به الفتن الواقعة في العرب ، أولها : قتل عثمان واستمرت إلى الآن ، أقول : ولم يعرف ما يقع في مستقبل الزمان ، والله المستعان وعليه التكلان . ( " أفلح " ) أي : نجا وظفر على المدعي وانتصر على الأعداء ( " من كف يده " ) أي عن الأذى ، أو ترك القتال إذا لم يتميز الحق من الباطل . أقول : ولعل وجه عدول الشراح عن المعنى الذي قدمته إلى ما ذكروه ; أن قوله : ( أفلح من كف يده ) يدل على خلاف ذلك ، فإن وقت خروجهم ليس لأحد طاقة المقاتلة معهم ، فمورد هذا الحديث غير الأول فتدبر وتأمل ، اللهم إلا أن يقال : إن هذا جملة مستقلة ، والمعنى : أفلح من كف يده عمن قال لا إله إلا الله إلا بإذن شرعي حكم به وقضاه . ( رواه أبو داود ) أي : بإسناد رجاله رجال الصحيح ، والحديث متفق عليه من حديث طويل خلال قوله : قد أفلح من كف يده ، نقله ميرك عن التصحيح ، وفي الجامع بلفظ المشكاة : رواه أبو داود ، والحاكم ، وفيه أيضا حديث : . رواه أحمد ، ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره ، والنسائي والحاكم ، عن وابن حبان أبي سعيد ، وفيه أيضا : ويل لأمتي من علماء السوء . رواه الحاكم في تاريخه عن أنس .
[ ص: 3401 ]
[ ص: 3401 ]