الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5695 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه . فيزوى بعضها إلى بعض فتقول : قط قط ، بعزتك وكرمك ، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة " . متفق عليه . وذكر حديث أنس : " حفت الجنة بالمكاره " في ( كتاب الرقاق ) .

التالي السابق


5695 - ( وعن أنس ، أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال : " لا تزال جهنم يلقى ) أي يطرح ( فيها ) أي من الكفار والفجار ( وتقول هل من مزيد ؟ ) أي من زيادة ( حتى يضع رب العزة ) أي صاحب الغلبة والقوة والقدرة ( فيها قدمه ) وقد قدمنا ما يتعلق به ( فيزوى ) أي ينضم ويجتمع ( بعضها إلى بعض فتقول : قط قط ) أي مرتين ، والمراد بها الكثرة أو انحصار العدد ( بعزتك وكرمك ) أي [ ص: 3630 ] زيادة عطائك ( ولا يزال في الجنة فضل ) أي زيادة مساكن خالية عن السكان ( حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم ) من الإسكان ( فضل الجنة ) أي في تلك الزيادة منها . قال النووي في قوله : وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا . هذا دليل لأهل السنة على أن الثواب ليس متوقفا على الأعمال ، فإن هؤلاء يخلقون حينئذ ويعطون الجنة بغير عمل . قال الطيبي - رحمه الله - : وللمعتزلة أن يقولوا : إن نفي الظلم عمن لم يذنب ، دليل على أنه إن عذبهم كان ظلما وهو عين مذهبنا ، والجواب : أنا وإن قلنا : وإن عذبهم لم يكن ظلما ، فإنه لم يتصرف في ملك غيره ، لكنه تعالى لا يفعل ذلك لكرمه ولطفه مبالغة ، فنفي الظلم إثبات للكرم . ( متفق عليه ) .

( وذكر حديث أنس : " حفت الجنة بالمكاره ) تمامه : وحفت النار بالشهوات ( في كتاب الرقاق ) أي لأن الحديث أنسب به من هذا الباب ، والله تعالى أعلم بالصواب .




الخدمات العلمية