الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
707 - وعن جابر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أكل من هذه الشجرة المنتنة ، فلا يقربن مسجدنا ، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس ) . متفق عليه .

التالي السابق


707 - ( وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أكل من هذه الشجرة ) في القاموس : الشجر من النبات ما قام على ساق أو سما بنفسه دق أو جل ، قاوم الشتاء أو عجز عنه ، الواحدة بهاء ، فقول ابن حجر : سميت بذلك تغليبا غير ظاهر ، نعم لو قال مجازا كان له وجه ، ولذا قال : إذ حقيقتها ما له ساق وأغصان وخلافه نجم . قال تعالى : والنجم والشجر يسجدان يعني على أحد التفاسير ، وإلا فقد قال مجاهد : النجم الكوكب ، وسجوده طلوعه ( المنتنة ) أي : الثوم ، ويقاس عليه البصل والفجل ، وما له رائحة كريهة كالكراث . قال العلماء : ومن ذلك من به بخر مستحكم وجرح منتن ( فلا يقربن مسجدنا ) قيل : النهي يتعلق بكل المساجد ، فالإضافة للملك ، أو التقدير : مسجد أهل ملتنا ؛ لأن العلة وهي ( فإن الملائكة تأذى ) وفي نسخة صحيحة : ( تتأذى ) أريد بهم الحاضرون موضع العبادات عامة توجد في سائر المساجد فيعم الحكم ، ويدل هذا التعليل على أنه لا يدخل المسجد وإن كان خاليا من الإنسان لأنه محل ملائكة ، فقوله : ( مما يتأذى منه الإنس ) : يكون محمولا على تقدير وجودهم . قال ابن حجر : وفي رواية لمسلم : ( من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن [ ص: 599 ] مسجدنا ) . وفي رواية له أيضا : ( مساجدنا ) . وفي رواية أخرى : ( فلا يأتين المساجد ) ، وفيها رد على من زعم اختصاصه بمسجده - عليه السلام - ( متفق عليه ) : واللفظ لمسلم قاله ميرك . قال النووي في شرح مسلم عقيب حديث : لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا وجد ريحا من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع ، هذا فيه إخراج من وجد منه ريح نحو : البصل في المسجد إزالة للمنكر باليد لمن أمكنه .




الخدمات العلمية