الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1536 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من يرد الله به خيرا يصب منه " . رواه البخاري .

التالي السابق


1536 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يرد الله به خيرا ) : تنويه للتنويع والجار والمجرور حال عنه ، أي : خيرا ملتبسا به . ( يصب ) : على بناء المجهول ، وقيل : على المعلوم ، وقوله : ( منه ) بمعنى لأجله ، وضميره عائد إلى الخير . قال ابن الملك : روي : مجهولا ؛ أي : يصير ذا مصيبة ، وهي اسم لكل [ ص: 1128 ] مكروه ، ومعلوما أي : يجعله ذا مصيبة ليطهره بها من الذنوب ، وليرفع بها درجته . وقال النووي : ضبطوه بفتح الصاد وكسرها . قال الطيبـي : الفتح أحسن للأدب كما قال : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) وقال ميرك : يصب مجزوم ; لأنه جواب الشرط أي : من يرد الله له خيرا أوصل إليه مصيبة ، فمن للتعدية يقال : أصاب زيد من عمرو أي : أوصل إليه مصيبة . قال القاضي : المعنى من يرد الله به خيرا أوصل إليه مصيبة ليطهره من الذنوب ولرفع درجته ، والمصيبة اسم لكل مكروه يصيب أحدا . وقال زين العرب أي : نيل بالمصائب من الله . وقال الفائق أي : ينل منه بالمصائب ، فالضمير لمن . وفي شرح السنة : يبتليه بالمصائب فهو حاصل المعنى . ( رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية