الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4380 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كل ما شئت ، والبس ما شئت ، ما أخطأتك اثنتان : سرف ومخيلة . رواه البخاري في ترجمة باب .

التالي السابق


4380 - ( وعن ابن عباس ، قال : كل ما شئت ، والبس ما شئت ) : أي من المباحات فيها ( ما أخطأتك اثنتان ) : ما للدوام أي مدة تجاوز الخصلتين عنك ( سرف ) : بفتحتين أي إسراف ( ومخيلة ) : بفتح فكسر أي كبر وخيلاء ، وقد روى ابن ماجه عن أنس مرفوعا : " إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت " والقياس عليه أن يكون من السرف أن تلبس كل ما اشتهيت . قال الطيبي : ونفي السرف مطلقا يستلزم نفي المخيلة ، فنفي المخيلة بعده للتأكيد واستيعاب ما يعرف منهما نحو قوله تعالى : فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ، قلت : الظاهر أن الآية نظير الحديث لكون الانتهار يشمل الأف . نعم مفهوم النهي النهي عن الانتهار بالطريق الأولى ، وليس كذلك في الحديث ، بل الظاهر منه أن الإسراف متعلق بالكمية والمخيلة بالكيفية ; ولذا قيل : لا خير في سرف ولا سرف في خير ( رواه البخاري في ترجمة باب ) : يعني تعليقا بلا إسناد وهو موقوف ، لكن في معنى المرفوع الذي يليه وهو قول المؤلف .




الخدمات العلمية