الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  10556 - حدثنا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري ، ثنا سيف بن مسكين الأسواري ، ثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن عتي السعدي ، قال عتي : خرجت في طلب العلم حتى قدمت الكوفة ، فإذا بعبد الله بن مسعود بين ظهراني أهل الكوفة ، فسألت عنه فأرشدت إليه ، فإذا هو في مسجد الأعظم ، فأتيته فقلت : أبا عبد الرحمن ، إني جئت أضرب إليك أقتبس منك علما ، لعل الله أن ينفعنا به بعدك ، فقال لي : ممن الرجل ؟ فقلت : رجل من أهل البصرة ، فقال : ممن ؟ قلت : من هذا الحي من بني سعد ، فقال لي : يا سعدي ، لأحدثن فيكم بحديث [ ص: 229 ] سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال : يا رسول الله ، ألا أدلك على قوم كثيرة أموالهم ، كثير شوكتهم ، تصيب منهم مالا دثرا ، أو قال : كثيرا ، فقال : " من هم ؟ " فقال : هم هذا الحي من بني سعد من أهل الرمال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإن بني سعد عند الله ذو حظ عظيم " ، سل يا سعدي ، فقلت : أبا عبد الرحمن ، هل للساعة من علم تعرف به الساعة ؟ وكان متكئا فاستوى جالسا ، فقال : يا سعدي ، سألتني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : يا رسول الله ، هل للساعة من علم تعرف به الساعة ؟ فقال لي : " يا ابن مسعود ، إن للساعة أعلاما ، وإن للساعة أشراطا ، ألا وإن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون الولد غيظا ، وأن يكون المطر قيظا ، وأن تفيض الأشرار فيضا ، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يصدق الكاذب ، وأن يكذب الصادق ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يؤتمن الخائن ، وأن يخون الأمين ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تواصل الأطباق ، وأن تقاطع الأرحام ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها ، وكل سوق فجارها ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تزخرف المساجد ، وأن تخرب القلوب ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تكثف المساجد وأن تعلو المنابر ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يعمر خراب الدنيا ، ويخرب عمرانها ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تظهر المعازف ، وتشرب الخمور ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها شرب الخمور ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها الشرط والغمازون واللمازون ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكثر أولاد [ ص: 230 ] الزنى " . قلت : أبا عبد الرحمن ، وهم مسلمون ؟ قال : نعم ، قلت : أبا عبد الرحمن ، والقرآن بين ظهرانيهم ؟ قال : " نعم " ، قلت : أبا عبد الرحمن ، وأنى ذاك ؟ قال : " يأتي على الناس زمان يطلق الرجل المرأة ، ثم يجحد طلاقها فيقيم على فرجها ، فهما زانيان ما أقاما " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية