الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  [ ص: 131 ] 12679 - حدثنا الحسن بن علي المعمري ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا عطاء بن مسلم الحلبي ، ثنا العلاء بن المسيب ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عباس قال : أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكارة فاستصغرها ، ثم قال لي : انطلق بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني ، فقل : إنا قوم نعمل فإن كان عندك أسن منها فابعث بها إلينا ، فأتيت بها ، فقال : " ابن عمي ، وجهها إلى إبل الصدقة " ، ثم أتيته في المسجد فصليت معه العشاء ، فقال : " ما تريد أن تبيت عند خالتك الليلة ؟ قد أمسيت " فوافقت ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيتها فعشتني ووطأت لي عباءة بأربعة ، فافترشتها ، فقلت : لأعلمن ما يعمل النبي صلى الله عليه وسلم ، الليلة ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " يا ميمونة " ، قالت : لبيك يا رسول الله ، قال : " ما أتاك ابن أختك ؟ " قالت : بلى ، هو هذا . قال : " أفلا عشيتيه إن كان عندك شيء ؟ " قالت : قد فعلت . قال : " فوطئت له ؟ " قالت : نعم ، فمال إلى فراشه فلم يضطجع عليه واضطجع حوله ووضع رأسه على الفراش فمكث ساعة ، فسمعته قد نفخ في النوم ، فقلت نام وليس بالمستيقظ ، وليس بقائم الليلة ، ثم قام حيث قلت ذهب الربع الثلث من الليل ، فأتى سواكا له ومطهرة فاستاك حتى سمعت صرير ثناياه تحت السواك ، وهو يتلو هؤلاء الآيات إن في خلق السماوات والأرض [ ص: 132 ] ثم وضع السواك ، ثم قام إلى قربة ، فحل شناقها فأردت أن أقوم فأصب عليه ، فخشيت أن يذر شيئا من عمله ، فلما توضأ دخل مسجده فصلى أربع ركعات ، فقرأ في كل ركعة مقدار خمسين آية يطيل فيها الركوع والسجود ، ثم جاء إلى مكانه الذي كان عليه فاضطجع هويا فنفخ ، وهو نائم ، فقلت : ليس بقائم الليلة حتى يصبح فلما ذهب ثلث الليل أو نصفه أو قدر ذلك قام فصنع مثل ذلك ، فدخل مسجده فصلى أربع ركعات على قدر ذلك ثم جاء إلى مضجعه فاتكأ عليه فنفخ ، فقلت : ذهب به النوم ليس بقائم حتى يصبح ، ثم قام حين بقي سدس الليل أو أقل فاستاك ، ثم توضأ ثم دخل مسجده فكبر فافتتح بفاتحة الكتاب ثم قرأ : سبح اسم ربك الأعلى ثم ركع ، وسجد ثم قام فقرأ : بفاتحة الكتاب ، ثم قرأ سبح اسم ربك الأعلى ثم ركع وسجد ، ثم قام فقرأ بفاتحة الكتاب ، و قل ياأيها الكافرون ، ثم ركع ، وسجد ثم قام فقرأ بفاتحة الكتاب ، وقل يا أيها الكافرون ثم ركع وسجد ، ثم قام فقرأ بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد ، ثم قنت فركع ، وسجد فلما فرغ قعد حتى إذا ما طلع الفجر ناداني قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : قم فوالله ما كنت بنائم ، فقمت وتوضأت ، وصليت خلفه فقرأ بفاتحة الكتاب ، و قل هو الله أحد ، ثم ركع ، وسجد ثم قام في الثانية فقرأ بفاتحة الكتاب ، و قل ياأيها الكافرون فلما سلم سمعته يقول : " اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي سمعي نورا ، وفي بصري نورا ، ومن بين يدي نورا ، ومن خلفي نورا ، وعن يميني نورا ، وعن شمالي نورا ، ومن فوقي نورا ، ومن تحتي نورا ، وأعظم لي نورا يا رب العالمين " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية