الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  13566 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن ابن مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما من الأنصار ، والآخر من ثقيف فسبقه الأنصاري ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للثقفي : " يا أخا ثقيف سبقك الأنصاري " ، فقال الأنصاري : أنا أبده يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : " يا أخا ثقيف سل عن حاجتك ، وإن شئت أن أخبرك عما جئت به تسأل عنه " قال : فذاك أعجب إلي أن تفعل ، قال : " فإنك تسألني عن صلاتك ، وعن ركوعك ، وعن سجودك ، وعن صيامك ، وتقول : ماذا لي فيه ؟ " ، قال : إي والذي بعثك بالحق ، قال : " فصل أول الليل وآخره ، ونم وسطه " قال : فإن صليت وسطه ، قال : " فأنت إذا - قال - فإذا قمت إلى الصلاة فركعت فضع يدك على ركبتيك ، وفرج بين أصابعك ، ثم ارفع رأسك حتى يرجع كل عضو إلى مفصله ، وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الأرض ، ولا تنقر ، وصم الليالي البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة " ، ثم أقبل على الأنصاري ، فقال : " سل عن حاجتك وإن شئت أخبرتك " ، قال : فذلك أعجب إلي ، قال : " فإنك جئت تسألني عن خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام [ ص: 426 ] وتقول : ماذا لي فيه ؟ " ، وجئت تسأل عن وقوفك بعرفة وتقول : ماذا لي فيه ؟ وعن رميك الجمار ، وتقول : ماذا لي فيه ؟ وعن طوافك بالبيت ، وتقول : ماذا لي فيه ؟ وعن حلقك رأسك ، وتقول : ماذا لي فيه ؟ " قال : إي والذي بعثك بالحق ، قال : " أما خروجك من بيتك تؤم البيت فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ، ويمحو عنك بها سيئة ، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول : " هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي ، ويخافون عذابي ، ولم يروني ، فكيف لو رأوني ؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج ، أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك ، وأما رميك الجمار فإنه مذخور لك ، وأما حلقك رأسك ، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية