الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  [ ص: 93 ] 1414 - حدثنا أحمد بن خليد الحلبي ، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، ثنا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام ، أنه سمع أبا سلام ، قال : حدثني أبو أسماء ، أن ثوبان ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء حبر من أحبار اليهود فقال : السلام عليك يا محمد ، فدفعته دفعة ، كاد أن يصرع منها ، فقال : لم تدفعني ؟ ، فقلت : أولا تقول يا رسول الله ؟ ، فقال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سماه أهله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي " ، فقال اليهودي : جئت أسألك ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينفعك شيء إن حدثتك ؟ " قال : أسمع بأذني ، فنكت بعود معه ، فقال : " سل " ، قال اليهودي : أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هم في الظلمة دون الجسر " ، قال : فمن أول الناس إجازة ؟ ، قال : " فقراء المهاجرين " ، فقال اليهودي : فما تحيتهم حين يدخلون الجنة ، قال : " زيادة كبد الحوت " ، قال : فما غذاؤهم على أثرها ؟ قال : " ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها " ، قال : فما شرابهم عليه ؟ قال : " من عين تسمى سلسبيلا " ، قال : صدقت ، وجئت أسألك عن شيء ، لا يعلمه أحد من أهل الأرض ، إلا نبي ، أو رجل ، أو رجلان ، قال : " ينفعك إن حدثتك ؟ " ، قال : أسمع بأذني ، قال : جئت أسألك عن الولد ، قال : " ماء الرجل أبيض ، وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل ، مني المرأة أذكرا بإذن الله ، وإذا علا مني المرأة ، مني الرجل آنثا بإذن الله " ، فقال اليهودي : لقد صدقت ، وإنك نبي ثم انصرف ، فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد سألني هذا عن الذي يسألني عنه ، وما لي بشيء منه علم ، حتى أنبأني الله عز وجل " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية