الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  10017 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عارم أبو النعمان ، ثنا سعيد بن زيد ، ثنا علي بن الحكم ، عن عثمان بن عمير ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، وعلقمة ، عن ابن مسعود قال : جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله ، إن أمنا كانت تكرم الزوج ، وتعطف على الولد ، وذكر الضيف ، غير أنها كانت وأدت في الجاهلية ، فقال : " أمكما في النار " . فأدبرا والشر يرى في وجوههما ، فأمر بهما فردا والبشر يرى في وجوههما رجاء أن يكون حدث شيء ، فقال : " أمي مع أمكما " ، فقال رجل من المنافقين : ما يغني هذا عن أمه ، ونحن نطأ عقبه ، فقال رجل من الأنصار : ولم [ ص: 81 ] أر رجلا قط كان أكثر سؤالا منه : يا رسول الله ، هل وعد ربك فيها أو فيهما ؟ قال : " تظن أنه من شيء " ، قال : " ما سألت ربي ، وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة " ، قال الأنصاري : وما ذاك المقام المحمود ؟ قال : " ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة ، فيكون أول من يكسى إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، يقول : اكسوا خليلي ، فيؤتى بربطين بيضاوين فيلبسهما ، ثم يقعد مستقبل العرش ، ثم أوتى بكسوتي فألبسها ، فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد غيري ، يغبطني بها الأولون والآخرون ، ويفتح نهري كوثر إلى الحوض " ، فقال رجل من المنافقين : فإنه ما جرى ساقط إلا على حال أو رضراض ، قال : يا رسول الله ، أي حال ورضراض ؟ قال : " حاله المسك ، ورضراضه التوم " ، قال المنافق : لم أسمع كاليوم قط ماء جرى على حال أو رضراض إلا كان له نبات ، قال الأنصاري : يا رسول الله ، هل له نبات ؟ قال : " نعم قضبان الذهب " ، قال المنافق : لم أسمع كاليوم ؛ فإنه ما نبت قضيب إلا أورق وكان له ثمر ، قال الأنصاري : هل له من ثمر ؟ قال : " نعم ، ألوان الجوهر ، وماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا ، ومن حرمه لم يرو من بعده " ، وروى هذا الحديث الصعق بن حزن عن علي بن الحكم ، فخالف سعيد بن زيد في إسناده .

                                                                  10018 - حدثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا عارم أبو النعمان ، ثنا الصعق بن حزن ، عن علي بن الحكم البناني ، عن عثمان بن عمير ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود قال : جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية