الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  6122 حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال : حدثـنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري قال : حدثني عبيد الله بن عكراش ، عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال : بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدمت عليه المدينة ، [ ص: 76 ] فوجدته جالسا بين المهاجرين ، والأنصار ، فقدمت عليه بإبل كأنها عروق الأرطى ، فقال : " من الرجل ؟ " ، فقلت : عكراش بن ذؤيب قال : " ارفع في النسب " ، فقلت : ابن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزال بن مرة بن عبيد ، هذه صدقات بني مرة بن عبيد ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : " هذه إبل قومي ، هذه صدقات قومي " ، ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توسم بميسم إبل الصدقة ، فتضم إليها . ثم أخذ بيدي ، فانطلق بي إلى منزل أم سلمة ، فقال : " هل من طعام ؟ " فأتينا بجفنة كثيرة الثريد ، والوذر ، فأقبلنا نأكل منها ، فجعلت أخبط بيدي في جوانبها ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على يدي اليمنى ، وقال : " يا عكراش ، كل من موضع واحد ، فإنه طعام واحد " ، ثم أتينا بطبق فيه ألوان من رطب ، فجعلت آكل من بين يدي ، وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق ، ثم قال : " يا عكراش ، كل من حيث شئت ، فإنه غير طعام واحد " ، ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ، ومسح ببلل كفيه ، وجهه ، وذراعيه ، ورأسه ، ثم [ ص: 77 ] قال : " يا عكراش ، هكذا الوضوء مما غيرت النار " .

                                                  " لا يروى هذا الحديث عن عكراش بن ذؤيب إلا بهذا الإسناد ، تفرد به العلاء بن الفضل بن أبي سوية " .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية