الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  8489 حدثنا معاذ قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد قال : حدثنا كليب بن وائل قال : حدثني هانئ بن قيس ، عن حبيب بن أبي مليكة قال : كنت قاعدا إلى جنب ابن عمر ، فجاءه رجل ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، أخبرني عن عثمان هل شهد بدرا ؟ قال : " لا " قال : فهل شهد بيعة الرضوان ؟ قال : " لا " قال : فكان فيمن تولى يوم التقى الجمعان ؟ قال : " نعم " قال : فولى الرجل ، قال : فقال الرجل لعبد الله بن عمر : إن هذا الآن يذهب فيخبر الناس أنك وقعت في عثمان قال : " هل فعلت ذلك ؟ " قال : كذلك زعم ، فقال : " علي الرجل ، فردوه " ، فقال : " هل تدري ما قلت لك ؟ " ، قال الرجل : سألتك : هل شهد عثمان بدرا ؟ ، فقلت : لا ، وسألتك : هل شهد بيعة الرضوان ؟ فقلت : لا ، وسألتك : هل كان فيمن تولى يوم التقى الجمعان ؟ فقلت : نعم ، فقال عبد الله : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر : " إن عثمان حبس في حاجة الله وحاجة رسول الله " ، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ، ولم يضرب لأحد غاب بسهم غيره قال : وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان عثمان إلى مكة ، يستأذنهم في الهدي ودخول [ ص: 225 ] مكة ، فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان وهو يريد أن يدخل مكة ، فقال : " إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله ، فأنا أبايع الله له فصفق إحدى يديه على الأخرى " قال : وقال الله إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ، " فاذهب فقد عفا الله ، فاذهب الآن فاجهد علي جهدك " ، لم يدخل أحد ممن روى هذا الحديث في هذا الإسناد بين كليب بن وائل ، وحبيب بن أبي مليكة : هانئ بن قيس " إلا عبد الواحد بن زياد ، ورواه زائدة ، وجماعة ، عن كليب بن وائل ، عن حبيب بن أبي مليكة ، عن ابن عمر ، وحبيب بن أبي مليكة ، يكنى : أبا ثور الحداني ، حي من مراد .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية