الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        470 [ ص: 18 ] ( 3 ) باب ما جاء في تحزيب القرآن

                                                                                                                        445 - ذكر فيه عن داود بن الحصين عن الأعرج عن عبد الرحمن بن عبد القارئ ; أن عمر بن الخطاب قال : من فاته حزبه من الليل [ ص: 19 ] فقرأه حين تزول الشمس إلى صلاة الظهر ، فإنه لم يفته ، أو كأنه أدركه .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        10356 - هكذا هذا الحديث في ( الموطأ ) عن داود بن الحصين . وهو عندهم وهم من داود ، والله أعلم . لأن المحفوظ من حديث ابن شهاب عن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عبد القارئ عن عمر بن الخطاب قال : " من نام عن حزبه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل " .

                                                                                                                        10357 - ومن أصحاب ابن شهاب من يرويه عنه بإسناده عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                        10358 - وهذا عند أهل العلم أولى بالصواب من حديث داود بن حصين حين جعله من زوال الشمس إلى صلاة الظهر ، لأن ضيق ذلك الوقت لا يدرك فيه المرء [ ص: 20 ] حزبه من الليل ، ورب رجل حزبه نصف وثلث وربع ونحو ذلك .

                                                                                                                        10359 - وقد كان عثمان ، وتميم الداري ، وعلقمة ، وغيرهم يقرءون القرآن كله في ركعة .

                                                                                                                        10360 - وكان سعيد بن جبير وجماعة يختمون القرآن مرتين وأكثر في ليلة .

                                                                                                                        10361 - وقد ذكرنا هذا المعنى مجودا عن العلماء في كتاب " البيان عن تلاوة القرآن " ، والحمد لله .

                                                                                                                        10362 - والذي في حديث ابن شهاب من صلاة الفجر إلى صلاة الظهر أوسع وقتا وابن شهاب أتقن حفظا وأثبت نقلا .

                                                                                                                        10363 - وفي الحديث فضل بيان صلاة الليل على صلاة النهار ، وقيام الليل من أفضل نوافل البر وأعمال الخير .

                                                                                                                        10364 - وكان السلف يقومون الليل بالقرآن ويندبون إليه ، والآثار بذلك كثيرة عنهم .

                                                                                                                        10365 - وفي فضل التهجد وأخبار المتهجدين كتب وأبواب للمصنفين ، هي أشهر عند العلماء ، وأكثر من أن تجمع هاهنا .

                                                                                                                        10366 - وحسبك بقول الله عز وجل : " ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا . . . " الآيات ، { من أول سورة المزمل } أمر فيها بقيام الليل وترتيل القرآن .

                                                                                                                        [ ص: 21 ] 10367 - وهذه الآية إن كانت منسوخة بالصلوات الخمس وبقوله جل وعز : " علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن " { الآية 20 سورة المزمل } . فإن التهجد به مندوب إليه ، محمود فاعله عليه .

                                                                                                                        10368 - قالت عائشة ( رضي الله عنها ) : كان بين نزول أول سورة المزمل وبين آخرها حول كامل ، قام فيه المسلمون حتى شق عليهم ، فأنزل الله تعالى التخفيف عنهم في آخر السورة .

                                                                                                                        10369 - وقال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : " ومن الليل فتهجد به نافلة لك " { الآية الكريمة 79 من سورة الإسراء } .

                                                                                                                        10370 - وقد قال بعض التابعين ، وهو عبيدة السلماني : قيام الليل فرض ، ولو كقدر حلب شاة لقوله عز وجل : " فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن " الآية 20 من سورة المزمل .

                                                                                                                        10371 - وهذا قول لم يتابع عليه قائله ، والذي عليه جماعة العلماء أن قيام الليل نافلة وفضيلة .




                                                                                                                        الخدمات العلمية