الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وما كان المؤمنون لينفروا كافة ؛ هذا لفظ خبر فيه معنى أمر؛ كما كان ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ؛ والمعنى أنهم كانوا إذا كانت سرية نفروا فيها بأجمعهم؛ فأعلم الله - جل وعز - أنه ينبغي أن ينفر بعضهم؛ ويبقى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض؛ لئلا يبقى وحده؛ ولئلا يخلو من خرج منهم من فائدة منه؛ فقال - جل وعز - : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ؛ المعنى أنهم إذا بقيت منهم بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - بقية؛ فسمعوا منه وحيا أعلموا الذين نفروا ما علموا؛ فاستووا في العلم؛ ولم يخلوا منه؛ وجائز - والله أعلم - أن يكون هذا دليلا على فرض الجهاد؛ يجزي الجماعة فيه عن الجماعة. [ ص: 476 ] يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ؛ " غلظة " ؛ فيها ثلاث لغات : " غلظة " ؛ و " غلظة " ؛ و " غلظة " ؛ فهذا دليل أنه ينبغي أن يقاتل أهل كل ثغر الذين يلونهم؛ وقيل : إن هذا يعنى به العرب ؛ وقيل : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ربما تخطى في حربه الذين يلونه من الأعداء؛ ليكون ذلك أهيب له؛ فأمر بقتال من يليه؛ ليستن بذلك؛ وقوله : واعلموا أن الله مع المتقين ؛ أي : الله آمر من نصره بالحرب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية