nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير .
nindex.php?page=treesubj&link=30196الفتنة في الدين : إيذاء المؤمن لمنعه من اعتقاد ما يراه الحق، أو من الاستمرار عليه، وحمله على تركه بعد اعتقاده، كما يفعل المشركون في
مكة مع المؤمنين، وكما فعل أصحاب الأخدود الذين قال الله تعالى فيهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=4قتل أصحاب الأخدود nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=5النار ذات الوقود nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=6إذ هم عليها قعود nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=7وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=8وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد
ومن الفتنة في الدين أن يمنع الداعي إلى الحق من الدعوة إليه، وأن يمنع تعريف الناس بهذا الحق، وكان الناس يفتنون في دينهم بعد دعوة
محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى الحق، فكانوا في
مكة يفتنون، وقتل في
الشام من أسلم من العرب، وحيل بين
[ ص: 3128 ] الدعوة الإسلامية وأن تصل إلى الناس، والقتال يستمر إلى أن يزول سببه، وأن يكون الدين كله لله تعالى بأن يطلب الرجل الدين خالصا لا إرهاق ولا ضلال، بل يعتقد ما يعتقد مخلصا لله طالبا وجه الله والحق لا يبغي سواه، وهذا معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39ويكون الدين كله لله وإنه إذا طلب الدين كله لله سبحانه وتعالى لا يفكر فيه كله إلا من هو لله مخلص مستقيم؛ فإنه لا يمكن أن يكون مشركا، بل لا بد أن يكون مؤمنا بالله الواحد الأحد الذي ليس بوالد ولا ولد، فإنه حينئذ يسلم كل أمر في وجهه لله تعالى بعيدا عن تأثير الملوك والرؤساء، وتضليل المضلين، هذا هو ما يشير إليه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39ويكون الدين كله لله أي يكون التدين كله لله تعالى.
إن نهاية القتال تكون بانتهاء الفتن في العقيدة، وأن يكون طلب الدين، وقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير والمعنى: إن انتهوا عن الشر والاعتداء والفتنة في الدين، والإيذاء في الاعتقاد - فإن الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39بما يعملون بصير أي أنه مراقب نفوسهم وعليم بما تخفي صدورهم، وما يجيش بنفوسهم، وفي هذا بيان علم الله الكامل، وتهديد لهم إن عادوا، كما فيه تبشير لهم إن استقاموا على الطريقة، وفي آية يقول الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=193وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=40وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير في الآية السابقة فتح الله تعالى باب التوبة للكافرين ليخلصهم الله تعالى من الشرك الذي أركسوا فيه، وأشار سبحانه إلى أنه أمر عارض على نفوسهم، يستطيعون أن يرحضوه عنها، كما يرحض الوسخ على الثوب الأملس، وبين أن
nindex.php?page=treesubj&link=7920القتال لإزالة الفتنة في الدين ؛ حتى يكون الدين لله.
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=30196الْفِتْنَةُ فِي الدِّينِ : إِيذَاءُ الْمُؤْمِنِ لِمَنْعِهِ مِنِ اعْتِقَادِ مَا يَرَاهُ الْحَقَّ، أَوْ مِنَ الِاسْتِمْرَارِ عَلَيْهِ، وَحَمْلِهِ عَلَى تَرْكِهِ بَعْدَ اعْتِقَادِهِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُشْرِكُونَ فِي
مَكَّةَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَمَا فَعَلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=4قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=5النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=6إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=7وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=8وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
وَمِنَ الْفِتْنَةِ فِي الدِّينِ أَنْ يُمْنَعَ الدَّاعِي إِلَى الْحَقِّ مِنَ الدَّعْوَةِ إِلَيْهِ، وَأَنْ يُمْنَعَ تَعْرِيفَ النَّاسِ بِهَذَا الْحَقِّ، وَكَانَ النَّاسُ يُفْتَنُونَ فِي دِينِهِمْ بَعْدَ دَعْوَةِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْحَقِّ، فَكَانُوا فِي
مَكَّةَ يُفْتَنُونَ، وَقُتِلَ فِي
الشَّامِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْعَرَبِ، وَحِيلَ بَيْنَ
[ ص: 3128 ] الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَأَنْ تَصِلَ إِلَى النَّاسِ، وَالْقِتَالُ يَسْتَمِرُّ إِلَى أَنْ يَزُولَ سَبَبُهُ، وَأَنْ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ تَعَالَى بِأَنْ يَطْلُبَ الرَّجُلُ الدِّينَ خَالِصًا لَا إِرْهَاقَ وَلَا ضَلَالَ، بَلْ يَعْتَقِدُ مَا يَعْتَقِدُ مُخْلِصًا لِلَّهِ طَالِبًا وَجْهَ اللَّهِ وَالْحَقَّ لَا يَبْغِي سِوَاهُ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ وَإِنَّهُ إِذَا طُلِبَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا يُفَكِّرُ فِيهِ كُلِّهِ إِلَّا مَنْ هُوَ لِلَّهِ مُخْلِصٌ مُسْتَقِيمٌ؛ فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُشْرِكًا، بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الَّذِي لَيْسَ بِوَالِدٍ وَلَا وَلَدٍ، فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يُسْلِمُ كُلَّ أَمْرٍ فِي وَجْهِهِ لِلَّهِ تَعَالَى بَعِيدًا عَنْ تَأْثِيرِ الْمُلُوكِ وَالرُّؤَسَاءِ، وَتَضْلِيلِ الْمُضِلِّينَ، هَذَا هُوَ مَا يُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ أَيْ يَكُونُ التَّدَيُّنُ كُلُّهُ لِلَّهِ تَعَالَى.
إِنَّ نِهَايَةَ الْقِتَالِ تَكُونُ بِانْتِهَاءِ الْفِتَنِ فِي الْعَقِيدَةِ، وَأَنْ يَكُونَ طَلَبُ الدِّينِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَالْمَعْنَى: إِنِ انْتَهَوْا عَنِ الشَّرِّ وَالِاعْتِدَاءِ وَالْفِتْنَةِ فِي الدِّينِ، وَالْإِيذَاءِ فِي الِاعْتِقَادِ - فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ أَيْ أَنَّهُ مُرَاقِبٌ نُفُوسَهُمْ وَعَلِيمٌ بِمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ، وَمَا يَجِيشُ بِنُفُوسِهِمْ، وَفِي هَذَا بَيَانُ عِلْمِ اللَّهِ الْكَامِلِ، وَتَهْدِيدٌ لَهُمْ إِنْ عَادُوا، كَمَا فِيهِ تَبْشِيرٌ لَهُمْ إِنِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ، وَفِي آيَةٍ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=193وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=40وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ فِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ فَتَحَ اللَّهُ تَعَالَى بَابَ التَّوْبَةِ لِلْكَافِرِينَ لِيُخَلِّصَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الشِّرْكِ الَّذِي أُرْكِسُوا فِيهِ، وَأَشَارَ سُبْحَانَهُ إِلَى أَنَّهُ أَمْرٌ عَارِضٌ عَلَى نُفُوسِهِمْ، يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرْحَضُوهُ عَنْهَا، كَمَا يُرْحَضُ الْوَسَخُ عَلَى الثَّوْبِ الْأَمْلَسِ، وَبَيَّنَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=7920الْقِتَالَ لِإِزَالَةِ الْفِتْنَةِ فِي الدِّينِ ؛ حَتَّى يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ.