الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب

                                                                                                                                                                                                "سل": أمر للرسول -عليه الصلاة والسلام- أو لكل أحد، وهذا السؤال سؤال تقريع كما تسأل الكفرة يوم القيامة كم آتيناهم من آية بينة : على أيدي أنبيائهم وهي معجزاتهم، أو من آية في الكتب شاهدة على صحة دين الإسلام، و نعمة الله : آياته، وهي أجل نعمة من الله; لأنها أسباب الهدى والنجاة من الضلالة، وتبديلهم إياها أن الله أظهرها لتكون أسباب هداهم فجعلوها أسباب ضلالتهم، كقوله: فزادتهم رجسا إلى رجسهم [التوبة: 125] أو حرفوا آيات الكتب الدالة على دين محمد، صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                فإن [ ص: 420 ] قلت: كم استفهامية أم خبرية؟ قلت: تحتمل الأمرين، ومعنى الاستفهام فيها للتقرير.

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: ما معنى: من بعد ما جاءته قلت: معناه من بعد ما تمكن من معرفتها أو عرفها، كقوله: ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه [البقرة: 75] لأنه إذا لم يتمكن من معرفتها، أو لم يعرفها، فكأنها غائبة عنه، وقرئ: (ومن يبدل) بالتخفيف.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية