الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        واجعلوا بيوتكم قبلة [87]

                                                                                                                                                                                                                                        مفعولان وكذا آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا [88] ( ربنا ليضلوا عن سبيلك ) لام كي وأصح ما قيل فيها ، وهو مذهب الخليل وسيبويه أنه لما آل أمرهم إلى هذا كان كأنه لهذا وسمي لام العاقبة أي لما كان عاقبة أمرهم قد آل إلى هذا كان بمنزلة ما كان الأول من أجله وقد زعم قوم أن المعنى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا لأن لا يضلوا عن سبيلك وحذف لا كما قال يبين الله لكم أن تضلوا والمعنى أن لا تضلوا ، قال أبو جعفر : ظاهر هذا الجواب حسن إلا أن العرب لا تحذف لا مع أن فموه صاحب هذا الجواب بقوله - عز وجل - أن تضلوا ( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا ) وهذا أيضا من المشكل يقال كيف دعا عليهم وحكم الرسل صلى الله عليهم وسلم استدعاء إيمان قومهم فالجواب أن معنى اطمس على أموالهم عاقبهم على كفرهم بإهلاك أموالهم ، قال أبو إسحاق : معنى تطميس الشيء إذهابه عن صورته ( واشدد على قلوبهم ) قيل معناه غمهم عقوبة لهم ، وقيل : معناه صبرهم على ما لحقهم لا يخرجوا إلى موضع خصب لأن معنى شددت الشيء وربطته في اللغة ضيقته ( فلا يؤمنوا ) ليس بدعاء على قول محمد بن يزيد قال هو معطوف على قوله ليضلوا ، وقال الكسائي وأبو عبيدة هو دعاء فهو في موضع جزم عندهما وأجاز الأخفش والفراء أن يكون جوابا وأنشد الفراء :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 267 ]

                                                                                                                                                                                                                                        يا ناق سيري عنقا فسيحا إلى سليمان فنستريحا



                                                                                                                                                                                                                                        فعلى هذا حذفت النون لأنه منصوب .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية