الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا

                                                                                                                                                                                                [ ص: 496 ] أي: الإحسان والإساءة: كلاهما مختص بأنفسكم، لا يتعدى النفع والضرر إلى غيركم، وعن علي -رضي الله عنه -: ما أحسنت إلى أحد ولا أسأت إليه، وتلاها: فإذا جاء وعد : المرة، "الآخرة": بعثناهم، ليسوءوا وجوهكم : حذف لدلالة ذكره أولا عليه، ومعنى: ليسوءوا وجوهكم : ليجعلوها بادية آثار المساءة والكآبة فيها، كقوله: سيئت وجوه الذين كفروا [المائدة:27] وقرئ : "ليسوء" والضمير لله تعالى، أو للوعد، أو للبعث، "ولنسوء": بالنون، وفي قراءة علي: "لنسوأن"، "وليسوأن"، وقرئ : "لنسوأن" بالنون الخفيفة، واللام في "ليدخلوا": على هذا متعلق بمحذوف، وهو: وبعثناهم ليدخلوا، ولنسوأن: جواب إذا جاء، ما علوا : مفعول ليتبروا، أي: ليهلكوا كل شيء غلبوه واستولوا عليه، أو بمعنى: مدة علوهم.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية