nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم
جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لا يزال بنيانهم يجوز أن تكون مستأنفة لتعداد مساوي مسجد الضرار بذكر سوء عواقبه بعد أن ذكر سوء الباعث عليه وبعد أن ذكر سوء وقعه في الإسلام
[ ص: 36 ] بأن نهى الله رسوله عن الصلاة فيه وأمره بهدمه ; لأنه لما نهاه عن الصلاة فيه فقد صار المسلمون كلهم منهيين عن الصلاة فيه ، فسلب عنه حكم المساجد ، ولذلك أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهدمه . ويرجح هذا الوجه أنه لم يؤت بضمير المسجد أو البنيان بل جيء باسمه الظاهر .
ويجوز أن تكون خبرا ثانيا عن
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107الذين اتخذوا مسجدا ضرارا كأنه قيل : لا تقم فيه ولا يزال ريبة في قلوبهم ، ويكون إظهار لفظ " بنيانهم " لزيادة إيضاحه . والرابط هو ضمير ( قلوبهم )
والمعنى أن ذلك المسجد لما بنوه لغرض فاسد فقد جعله الله سببا لبقاء النفاق في قلوبهم ما دامت قلوبهم في أجسادهم .
وجعل البنيان ريبة مبالغة كالوصف بالمصدر . والمعنى أنه سبب للريبة في قلوبهم . والريبة : الشك ، فإن النفاق شك في الدين ; لأن أصحابه يترددون بين موالاة المسلمين والإخلاص للكافرين .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إلا أن تقطع قلوبهم استثناء تهكمي . وهو من قبيل تأكيد الشيء بما يشبه ضده كقوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=40ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، أي يبقى ريبة أبدا إلا أن تقطع قلوبهم منهم وما هي بمقطعة .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110والله عليم حكيم تذييل مناسب لهذا الجعل العجيب والإحكام الرشيق . وهو أن يكون ذلك البناء سبب حسرة عليهم في الدنيا والآخرة .
وقرأ الجمهور تقطع بضم التاء . وقرأه
ابن عامر وحمزة وحفص عن
عاصم وأبو جعفر ويعقوب " تقطع " بفتح التاء على أن أصله ( تتقطع ) . وقرأ
يعقوب " إلى أن تقطع " بحرف " إلى " التي للانتهاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً لِتَعْدَادِ مَسَاوِي مَسْجِدِ الضِّرَارِ بِذِكْرِ سُوءِ عَوَاقِبِهِ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ سُوءَ الْبَاعِثِ عَلَيْهِ وَبَعْدَ أَنْ ذَكَرَ سُوءَ وَقْعِهِ فِي الْإِسْلَامِ
[ ص: 36 ] بِأَنْ نَهَى اللَّهُ رَسُولَهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهِ وَأَمَرَهُ بِهَدْمِهِ ; لِأَنَّهُ لَمَّا نَهَاهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهِ فَقَدْ صَارَ الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ مَنْهِيِّينَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهِ ، فَسُلِبَ عَنْهُ حُكْمُ الْمَسَاجِدِ ، وَلِذَلِكَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهَدْمِهِ . وَيُرَجَّحُ هَذَا الْوَجْهُ أَنَّهُ لَمْ يُؤْتَ بِضَمِيرِ الْمَسْجِدِ أَوِ الْبُنْيَانِ بَلْ جِيءَ بِاسْمِهِ الظَّاهِرِ .
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ خَبَرًا ثَانِيًا عَنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا كَأَنَّهُ قِيلَ : لَا تَقُمْ فِيهِ وَلَا يَزَالُ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ ، وَيَكُونُ إِظْهَارُ لَفْظِ " بُنْيَانُهُمْ " لِزِيَادَةِ إِيضَاحِهِ . وَالرَّابِطُ هُوَ ضَمِيرُ ( قُلُوبُهُمْ )
وَالْمَعْنَى أَنَّ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ لَمَّا بَنَوْهُ لِغَرَضٍ فَاسِدٍ فَقَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَبًا لِبَقَاءِ النِّفَاقِ فِي قُلُوبِهِمْ مَا دَامَتْ قُلُوبُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ .
وَجَعْلُ الْبُنْيَانِ رِيبَةً مُبَالَغَةٌ كَالْوَصْفِ بِالْمَصْدَرِ . وَالْمَعْنَى أَنَّهُ سَبَبٌ لِلرِّيبَةِ فِي قُلُوبِهِمْ . وَالرِّيبَةُ : الشَّكُّ ، فَإِنَّ النِّفَاقَ شَكٌّ فِي الدِّينِ ; لِأَنَّ أَصْحَابَهُ يَتَرَدَّدُونَ بَيْنَ مُوَالَاةِ الْمُسْلِمِينَ وَالْإِخْلَاصِ لِلْكَافِرِينَ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ اسْتِثْنَاءٌ تَهَكُّمِيٌّ . وَهُوَ مِنْ قَبِيلِ تَأْكِيدِ الشَّيْءِ بِمَا يُشْبِهُ ضِدَّهُ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=40وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ، أَيْ يَبْقَى رِيبَةً أَبَدًا إِلَّا أَنْ تُقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ مِنْهُمْ وَمَا هِيَ بِمُقَطَّعَةٍ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ تَذْيِيلٌ مُنَاسِبٌ لِهَذَا الْجَعْلِ الْعَجِيبِ وَالْإِحْكَامِ الرَّشِيقِ . وَهُوَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْبِنَاءُ سَبَبَ حَسْرَةٍ عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ تُقَطَّعَ بِضَمِّ التَّاءِ . وَقَرَأَهُ
ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَحَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ " تَقَطَّعَ " بِفَتْحِ التَّاءِ عَلَى أَنَّ أَصْلَهُ ( تَتَقَطَّعَ ) . وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ " إِلَى أَنْ تَقَطَّعَ " بِحَرْفِ " إِلَى " الَّتِي لِلِانْتِهَاءِ .