الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في هل للأم أجر لحضانتها؟]

                                                                                                                                                                                        وإذا كان الولد يتامى كان للأم أجر الحضانة إذا كانت فقيرة والولد مياسير; لأنها تستحق النفقة في مالهم لو لم تحضنهم.

                                                                                                                                                                                        واختلف إذا كانت موسرة، فقال مالك: لا نفقة لها. وقال مرة: لها النفقة إذا قامت عليهم بعد وفاة الأب. وقال أيضا: تنفق بقدر حضانتها إذا كانت لو تركتهم لم يكن لهم بد من حضانة، فجعل لها في هذا القول الأجرة دون النفقة.

                                                                                                                                                                                        وأرى إن هي تأيمت لأجلهم، وكانت هي الخادمة، والقائمة بأمرهم- أن تكون لها النفقة، وإن كانت أكثر من الأجرة; لأنها لو تركتهم وتزوجت أتى [ ص: 2579 ] من ينفق عليها، فكان من النظر للولد كونهم في نظرها وخدمتها.

                                                                                                                                                                                        وإن لم تكن تأيمت لأجلهم، أو كانت في سن من لا يتزوج، كان لها الأجرة وإن كانت دون نفقتها، وإن كان لهم من يخدمهم أو استأجرت من يقوم بخدمتهم، وإنما هي ناظرة فيما يصلح الولد فقط، لم أر لها شيئا. [ ص: 2580 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية