الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا

                                                                                                                                                                                                وإذا أنعمنا على الإنسان : بالصحة والسعة، "أعرض": عن ذكر الله، كأنه مستغن عنه مستبد بنفسه، ونأى بجانبه : تأكيد للإعراض; لأن الإعراض عن الشيء أن يوليه عرض وجهه، والنأي بالجانب: أن يلوي عنه عطفه ويوليه ظهره، وأراد الاستكبار; لأن ذلك من [ ص: 548 ] عادة المستكبرين، وإذا مسه الشر : من فقر أو مرض أو نازلة من النوازل، كان يئوسا : شديد اليأس من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون [يوسف: 87]، وقرئ "وناء بجانبه": بتقديم اللام على العين، كقوله: "راء" في "رأى"، ويجوز أن يكون من "ناء" بمعنى: "نهض"، قل كل : أحد، يعمل على شاكلته أي: على مذهبه وطريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلالة، من قولهم: "طريق ذو شواكل"، وهي الطرق التي تتشعب منه، والدليل عليه قوله: فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا أي: أسد مذهبا وطريقة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية