الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 154 ] وردوا إلى الله مولاهم الحق

يجوز أن تكون معطوفة على جملة هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت فتكون من تمام التذييل ، ويكون ضمير ردوا عائدا إلى كل نفس . ويجوز أن تكون معطوفة على قوله ويوم نحشرهم جميعا الآية فلا تتصل بالتذييل ، أي ونردهم إلينا ، ويكون ضمير ردوا عائدا إلى الذين أشركوا خاصة . والمعنى تحقق عندهم الحشر الذي كانوا ينكرونه . ويناسب هذا المعنى قوله : مولاهم الحق فإن فيه إشعارا بالتورك عليهم بإبطال مواليهم الباطلة .

والرد : الإرجاع . والإرجاع إلى الله الإرجاع إلى تصرفه بالجزاء على ما يرضيه وما لا يرضيه وقد كانوا من قبل حين كانوا في الحياة الدنيا ممهلين غير مجازين .

والمولى : السيد ; لأن بينه وبين عبده ولاء عهد الملك . ويطلق على متولي أمور غيره وموفر شئونه .

والحق : الموافق للواقع والصدق ، أي ردوا إلى الإله الحق دون الباطل . والوصف بالحق هو وصف المصدر في معنى الحاق ، أي الحاق المولوية ، أي دون الأولياء الذين زعموهم باطلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية