[ ص: 564 ] سورة الكهف
مكية [إلا آية 38 ومن آية 83 إلى غاية آية 101 فمدنية]
وآياتها 110 [نزلت بعد الغاشية]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا
لقن الله عباده وفقههم كيف يثنون عليه ويحمدونه على أجزل نعمائه عليهم، وهي وما أنزل على عبده نعمة الإسلام، محمد -صلى الله عليه وسلم- من الكتاب الذي هو سبب نجاتهم وفوزهم، ولم يجعل له عوجا : ولم يجعل له شيئا من العوج قط، والعوج في المعاني: كالعوج في الأعيان، والمراد: نفي الاختلاف والتناقض عن معانيه، وخروج شيء منه من الحكمة والإصابة فيه.
فإن قلت: بم انتصب "قيما" ؟
قلت: الأحسن أن ينتصب بمضمر ولا يجعل حالا من الكتاب; لأن قوله: "ولم يجعل" معطوف على "أنزل"، فهو داخل في حيز الصلة، فجاعله حالا من الكتاب فاصل بين الحال وذي الحال ببعض الصلة، وتقديره: ولم يجعل له عوجا جعله قيما; لأنه إذا نفي عنه العوج فقد أثبت له الاستقامة. فإن قلت: ما فائدة الجمع بين نفي العوج وإثبات الاستقامة، وفي أحدهما غنى عن الآخر؟
قلت: فائدته: التأكيد، فرب مستقيم مشهود له بالاستقامة ولا يخلو من أدنى عوج عند السبر والتصفح، وقيل: قيما على سائر الكتب: مصدقا لها، شاهدا بصحتها، وقيل: قيما بمصالح العباد وما لا بد لهم منه من الشرائع، وقرئ : "قيما"، "أنذر" متعد إلى [ ص: 565 ] مفعولين، كقوله: إنا أنذرناكم عذابا قريبا [النبأ: 40] فاقتصر على أحدهما، وأصله: لينذر : الذين كفروا، بأسا شديدا : والبأس من قوله: بعذاب بئيس ، وقد بؤس العذاب، وبؤس الرجل بأسا وبآسة، من لدنه : صادرا من عنده، وقرئ : "من لدنه": بسكون الدال مع إشمام الضمة وكسر النون، "ويبشر": بالتخفيف والتثقيل.
فإن قلت: لم اقتصر على أحد مفعولي أنذر ؟
قلت: قد جعل المنذر به هو الغرض المسبوق إليه، فوجب الاقتصار عليه، والدليل عليه تكرير الإنذار في قوله: وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا : متعلقا بالمنذرين من غير ذكر المنذر به، كما ذكر المبشر به في قوله: أن لهم أجرا حسنا : استغناء بتقدم ذكره، والأجر الحسن: الجنة، ما لهم به من علم : أي: بالولد أو باتخاذه، يعني: أن قولهم هذا لم يصدر عن علم، ولكن عن جهل مفرط وتقليد للآباء، وقد اشتملته آباؤهم من الشيطان وتسويله.
فإن قلت: اتخاذ الله ولدا في نفسه محال، فكيف قيل: ما لهم به من علم ؟
قلت: معناه: ما لهم به من علم; لأنه ليس مما يعلم لاستحالته، وانتفاء العلم بالشيء إما للجهل بالطريق الموصل إليه، وإما لأنه في نفسه محال لا يستقيم تعلق العلم به، قرئ : "كبرت كلمة"، وكلمة: بالنصب على التمييز والرفع على الفاعلية، والنصب أقوى وأبلغ، وفيه معنى التعجب، كأنه قيل: ما أكبرها كلمة، و تخرج من أفواههم : صفة للكلمة تفيد استعظاما لاجترائهم على النطق بها وإخراجها من أفواههم، فإن كثيرا مما يوسوسه الشيطان في قلوب الناس ويحدثون به أنفسهم من المنكرات لا يتمالكون أن يتفوهوا به ويطلقوا به ألسنتهم، بل يكظمون عليه تشورا من إظهاره، فكيف بمثل هذا المنكر؟ وقرئ : "كبرت" بسكون الباء مع إشمام الضمة.
فإن قلت: إلام يرجع الضمير في "كبرت" ؟
[ ص: 566 ] قلت: إلى قولهم: "اتخذ الله ولدا"، وسميت كلمة كما يسمون القصيدة بها.
سورة الكهف
- تفسير قوله تعالى الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا
- تفسير قوله تعالى فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا
- تفسير قوله تعالى إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا
- تفسير قوله تعالى ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا
- تفسير قوله تعالى نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى
- تفسير قوله تعالى وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته
- تفسير قوله تعالى وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال
- تفسير قوله تعالى وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال
- تفسير قوله تعالى وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم
- تفسير قوله تعالى وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها
- تفسير قوله تعالى سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب
- تفسير قوله تعالى ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت
- تفسير قوله تعالى ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا قل الله أعلم بما لبثوا
- تفسير قوله تعالى واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته
- تفسير قوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه
- تفسير قوله تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
- تفسير قوله تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا
- تفسير قوله تعالى واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل
- تفسير قوله تعالى ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا
- تفسير قوله تعالى قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة
- تفسير قوله تعالى لكن هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا
- تفسير قوله تعالى ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا
- تفسير قوله تعالى وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها
- تفسير قوله تعالى هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا
- تفسير قوله تعالى واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض
- تفسير قوله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا
- تفسير قوله تعالى ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا
- تفسير قوله تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه
- تفسير قوله تعالى وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه
- تفسير قوله تعالى ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم
- تفسير قوله تعالى ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
- تفسير قوله تعالى وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الاولين
- تفسير قوله تعالى وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين
- تفسير قوله تعالى ومن أظلم ممن ذكر بأ ايات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه
- تفسير قوله تعالى وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب
- تفسير قوله تعالى وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا
- تفسير قوله تعالى وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا
- تفسير قوله تعالى قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا
- تفسير قوله تعالى قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا
- تفسير قوله تعالى قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا
- تفسير قوله تعالى قال فإن اتبعتني فلا تسألنى عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا
- تفسير قوله تعالى فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها
- تفسير قوله تعالى قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا
- تفسير قوله تعالى فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله
- تفسير قوله تعالى قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني
- تفسير قوله تعالى فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما
- تفسير قوله تعالى قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا
- تفسير قوله تعالى أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها
- تفسير قوله تعالى وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا
- تفسير قوله تعالى ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا
- تفسير قوله تعالى ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا
- تفسير قوله تعالى ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا
- تفسير قوله تعالى قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض
- تفسير قوله تعالى قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما
- تفسير قوله تعالى قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا
- تفسير قوله تعالى وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا
- تفسير قوله تعالى وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا
- تفسير قوله تعالى أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء
- تفسير قوله تعالى قل هل ننبئكم بالا خسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا
- تفسير قوله تعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا
- تفسير قوله تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي
- تفسير قوله تعالى قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد