الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

                                                          وإن المشركين في إنكارهم للبعث يستعجلونه.

                                                          إن الأساس في رد دعوات النبيين إلى الرسالة الإلهية وهو إنكارهم البعث والنشور وكفرهم بما يغيب عنهم، ولذا يكون استغرابهم من دعوة الرسل وإجابتهم واحدة متى هذا الوعد والخطاب في هذه الآية للرسل، والقائلون هم المشركون، فالضمير في كلمة (يقولون) للمشركين لأنهم الذين يجادلون النبي - صلى الله عليه وسلم -.

                                                          متى هذا الوعد الاستفهام هنا للتعجب والاستهزاء، وللاستفهام عن الزمن البعيد عن الوعد الذي يكون وراء البعث، والوعد هو الإنذار الشديد بالعذاب الأليم فيقولون ساخرين: متى يكون ذلك الوعيد; ويكررون ذلك الاستفهام المستهزئ الذي ينم عن الاستهانة وعدم الاهتمام غرورا بأنفسهم وانغمارا في لذاتهم.

                                                          وأعقبوا الاستهانة والاستهتار بقولهم: إن كنتم صادقين أي: أنهم يردفون الاستهزاء بتكذيب الرسل، ولابد من الإشارة إلى أن ذلك يتكرر في خطاب كل [ ص: 3585 ] الرسل، وأن الكفر بلسان واحد في الاستنكار والاستهزاء; ولذا جاء الخطاب للرسل أجمعين لا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وحده، لأن دعوتهم واحدة، ورد المشركين واحد، وإن كان المتحدث عنهم مشركو العرب; لأنهم صورة منهم بل أوضح صورة عند محمد - صلى الله عليه وسلم - طلبوا منكرين ومستهزئين، وكرروا الطلب متى هذا الوعد; وهو العذاب الذي أوعدت، فأمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقول لهم:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية