الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3345 ] القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 31 ] قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون

                                                                                                                                                                                                                                      قل من يرزقكم من السماء والأرض بالإمطار والإنبات وهل يمكن إلا ممن له التصرف العام فيها أمن يملك السمع والأبصار أي من يستطيع خلقهما وتسويتهما على الحد الذي سويا عليه من الفطرة العجيبة، كقوله تعالى: قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار

                                                                                                                                                                                                                                      ومن يخرج الحي من الميت يعني النسمة من النطفة، أو الطير من البيضة، أو السنبلة من الحب ويخرج الميت من الحي كأن يخرج النطفة من الإنسان، والبيضة من الطائر. وقيل: المراد أن يخرج المؤمن من الكافر أو الكافر من المؤمن. ومن يدبر الأمر أي ومن يلي تدبير أمر العالم كله، بيده ملكوت كل شيء، تعميم بعد تخصيص فسيقولون الله إذ لا مجال للمكابرة لغاية وضوحه فقل أفلا تتقون أي أفلا تخافون بعد اعترافكم، من غضبه لعبادة غيره اتباعا للهوى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية