الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1676 [ ص: 144 ] حديث تاسع ليحيى بن سعيد

مالك ، عن يحيى بن سعيد أنه قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة ، والصدقة ، والصوم قالوا بلى قال : إصلاح ذات البين ، وإياكم ، والبغضاء ، فإنها هي الحالقة .

التالي السابق


هكذا هذا الحديث موقوفا على سعيد في الموطأ لم يختلف على مالك فيه الرواة إلا إسحاق بن بشر الكاهلي ، وهو ضعيف متروك الحديث ، فإنه رواه ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثنا بحديثه خلف بن قاسم قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد القاضي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الفضل بن سليمان ، وعثمان بمكة قال : حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي حدثنا مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إياكم ، والبغضاء ، فإنها الحالقة ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة ، والصدقة ؟ قالوا ؟ بلى يا رسول الله قال : صلاح ذات البين .

وقد روي هذا ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعا مسندا ، ومرسلا من حديث يحيى بن سعيد حدثناه [ ص: 145 ] سلمة بن سعيد بن سلمة قال : حدثنا علي بن عمر الحافظ قال : حدثنا محمد بن القاسم بن زكرياء المحاربي قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة ، والصيام ، والصدقة إصلاح ذات البين ، وإياكم ، والبغضة ، فإنما هي الحالقة .

وحدثنا سلمة قال : حدثنا علي قال : حدثنا محمد بن القاسم قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن ابن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي الدرداء ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله .

قال أبو الدرداء : أما إني لا أقول حالقة الشعر ، ولكنها حالقة الدين .

قال أبو الحسن علي بن عمر تفرد به أبو كريب ، وقد روي هذا الحديث رواية مالك ، وسنذكره إن شاء الله .

وفيه علة ذكرها علي بن المديني ، فقال : وذلك عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن عثمان حدثنا إسماعيل حدثنا علي بن المديني قال : حدثنا معن بن عيسى حدثنا مالك ، عن يحيى بن سعيد قال : سمعت سعيد بن المسيب قال ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة ، وذكر الحديث .

قال علي ، فقلت : لمعن إن هذا الحديث لم يسمعه يحيى بن [ ص: 146 ] سعيد من سعيد بن المسيب بينهما رجل ، فلا تقل فيه سمعت سعيد بن المسيب ، واجعله ، عن سعيد بن المسيب ، فكان لا يقول فيه إلا عن سعيد بن المسيب .

قال علي ، وقد حدثناه عبد الوهاب ، ويزيد بن هارون ، وغيرهما ، عن يحيى بن سعيد ، عن إسماعيل بن أبي حكيم ، عن سعيد بن المسيب مرفوعا .

وقد روى الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألا أدلكم على أفضل من كثير من الصلاة ، والصدقة قالوا : ماذا يا رسول الله قال : صلاح ذات البين .

ذكره البزار قال : حدثنا محمد بن المثنى ، وصالح بن معاذ قالا : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، فذكره .

وقد روى يحيى بن أبي كثير ، عن يعيش بن الوليد ، عن مولى الزبير ، عن الزبير ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد ، والبغضاء أو قال العداوة ، والبغضاء ، وهي الحالقة لا أقول حالقة الشعر ، ولكن حالقة الدين .

وقد ذكرنا هذا الخبر من وجوه في كتاب العلم ، وفيه مع خبر هذا الباب أوضح حجة في تحريم العداوة ، وفضل المؤاخاة ، وسلامة الصدر من الغل .




الخدمات العلمية