الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وبالوالدين إحسانا [ 23 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        مصدر . ( إما يبلغن عندك الكبر ) قراءة أهل المدينة وأهل البصرة وعاصم . وقراءة أهل الكوفة إلا عاصما : ( إما يبلغان عندك الكبر ) ، والقراءة الأولى أبين في العربية ؛ لأن أحدهما واحد ، وتجوز الثانية كما تقول : [ ص: 421 ] جاءاني أحدهما أو كلاهما على البدل ؛ لأنك قد جئت بعد الفعل بثلاثة ، والوجه : جاءاني أحدهما أو كلاهما . وإن شئت قلت : جاءاني كلاهما أو أحدهما على أن يكون كلاهما توكيدا وأحدهما عطفا . ( فلا تقل لهما أف ) فيه سبع لغات : قرأ الحسن وأهل المدينة : ( ولا تقل لهما أف ) بالكسر والتنوين . وقال أبو عمرو وأهل الكوفة بالكسر بغير تنوين . وقرأ أهل مكة وأهل الشام بالفتح بغير تنوين . وحكى الكسائي والأخفش ثلاث لغات سوى هذه ؛ حكيا النصب بالتنوين ، والضم بالتنوين ، والضم بغير تنوين . وحكى الأخفش اللغة السابعة قال : يقال : أفي بإثبات الياء كأنه قال هذا القول لك . قال أبو جعفر : القراءة الأولى يكون الكسر فيها لالتقاء الساكنين ، والتنوين لأنه نكرة فرقا بينه وبين المعرفة ، وهي قراءة حسنة ، وأصل الساكنين إذا التقيا الكسر ، وزعم الأصمعي أنه لا يجوز إلا التنوين في مثل هذه الأشياء ، وأن ذا الرمة لحن في قوله :


                                                                                                                                                                                                                                        وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع



                                                                                                                                                                                                                                        وكان الأصمعي مولعا برد اللغات الشاذة التي لا تكثر في كلام الفصحاء . فأما النحويون الحذاق فيقولون : حذف التنوين على أنه معرفة ، وعلى هذا القراءة [ ص: 422 ] الثانية والقراءة الثالثة ؛ لأن الفتح خفيف والتضعيف ثقيل ، والتنوين كما تقدم ، والضم بغير تنوين على الاتباع ، كما يقال : رد ، والتنوين كما ذكرنا إلا أن الأخفش قال : التنوين قبيح إذا رفعت لأنه ليس في الكلام معه لام كأنه يقدر رفعه بالابتداء ، كما يقال : ويل له ، وزعم أن النصب بالتنوين كما يقال : تعسا له . ( وقل لهما قولا كريما ) أي قولا تكرمهما به وتعظمهما به .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية