الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            الإسراء والمعراج

            اختلف العلماء في وقت الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس في أي عام كان وفي أي شهر كان، فقال الزهري أنه كان قبل الهجرة بسنة، وعن غيره قبل الهجرة بستة عشر شهرا. وعلى قول الزهري يكون في شهر ربيع الأول، وعلى قول غيره يكون في شهر ذي القعدة.

            وقد أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراق وهي الدابة التي تحمل الأنبياء وتضع حافرها في منتهى طرفها فجاء بيت المقدس فصلى فيه بالأنبياء عليهم السلام وجيء إليه صلى الله عليه وسلم بلبن وخمر وماء فشرب اللبن، فقال له جبريل عليه السلام: "هديت وهديت أمتك".

            ثم صعد بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى من سماء إلى سماء، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم في كل سماء ما وجد فيها من الأنبياء حتى بلغ سدرة المنتهى.

            وفي رحلة المعراج شرعت الصلاة خمسين وما زال النبي صلى الله عليه وسلم يطلب التخفيف حتى صارت خمسا في العمل وخمسين في الأجر.

            وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته العديد من الآيات والتي من أبرزها:

            رؤية عقوبة الزناة، وعقوبة النساء اللواتي يدخلن على الرجال من ليس من أولادهن، وآكلي أموال اليتامى، وآكلي الربا، ومن لم يؤد زكاته وعقوبة المتثاقل عن الصلاة، وخطباء الفتنة، ومن يأكل لحوم الناس ويقع في أعراضهم ومن لم يؤد الأمانة، إلى غير ذلك من عقوبات أصحاب الكبائر.

            وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم النار وما أعده الله فيها للكافرين والعصاة الظالمين.

            كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة وزينتها وما أعده الله فيها للمؤمنين، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما أعده الله من النعيم لماشطة بنت فرعون، وما أعده الله تعالى للمجاهدين في سبيله، إلى غير ذلك من نعيم أهل الإيمان.

            هذا وقد حكى النبي صلى الله عليه وسلم ما رآه لقريش في رحلة الإسراء والمعراج فكذبوه وهلك في ذلك المفتونون وثبت المؤمنون.

            ومما تجدر الإشارة إليه أن ثمة نقاشا بين العلماء حول هل الإسراء والمعراج كان بالجسد والروح معا أم بالروح فقط وهل كان حقيقة أو مناما، وهل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه، كما بحث العلماء شبه منكري الإسراء والمعراج وقاموا بالرد عليها ردا شافيا وافيا ولله الحمد.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية