الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            سرية الرجيع

            كانت في سنة ثلاث من الهجرة وذلك أن قوما من عضل والقارة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه أناسا من الصحابة يدعون أقوامهم إلى الإسلام، ففعلوا ذلك وذكروا إسلاما في قومهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم عشرة نفر، وقيل: غير ذلك، فيهم عاصم بن ثابت، وخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة، حتى إذا كانوا في الطريق غدروا بهم فاستصرخوا عليهم، ولجأ عاصم وأصحابه إلى مرتفع من الأرض فأحاط بهم القوم ورموهم بالنبل وطلبوا أن ينزلوا إليه ويستأسروا فأبى عاصم أن ينزل في ذمة أو عهد كافر ودعا الله أن يحمي لحمه فقاتل حتى قتل وحمى الله لحمه بالدبر فلم يقدر عليه أحد من المشركين وقتل أصحابه إلا خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة أخذهم القوم وباعوهم من قريش فقتلتهما قريش بمن قتل منهم في بدر وقد أظهرا عند قتلهما من معاني الوفاء والحب للنبي صلى الله عليه وسلم والصبر والثبات في دين الله عز وجل.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية