الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            غزوة بني لحيان

            وقعت غزوة بني لحيان في سنة ست، وقيل: غيرها وكان سببها حزن النبي صلى الله عليه وسلم على ما أصاب عاصم بن ثابت وخبيب بن عدي وأصحابهما المقتولين بالرجيع.

            فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في مائتي رجل يريد القوم، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، حتى قد على موضع مصاب أصحابه فترحم عليهم، وسمعت به بنو لحيان فهربوا في رؤوس الجبال، فمكث يوما أو يومين، ثم هبط في أصحابه صلى الله عليه وسلم إلى عسفان لتسمع بهم قريش فيذعرهم، ثم رجعوا ولم يلقوا أحدا، وقفل النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش.

            وقال جابر فيما رواه ابن سعد : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين رجع : «آيبون تائبون - إن شاء الله تعالى - لربنا حامدون»



            وفي رواية «لربنا عابدون، أعوذ بالله من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال» . زاد محمد بن عمر : «اللهم بلغنا بلاغا صالحا يبلغ إلى خير مغفرتك ورضوانك»

            قالوا : وهذا أول ما قال هذا الدعاء .



            واختلف العلماء في نزول آية صلاة الخوف في هذه الغزوة أو في غيرها، وفي هذه الغزوة جاز النبي صلى الله عليه وسلم بقبر أمه، وسأل الله أن يستغفر لها فلم يؤذن له فبكى صلى الله عليه وسلم بكاء شديدا.

            وأنزل الله عز وجل: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين إلى آخر الآيتين.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية