الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            عمرة القضاء

            خرج النبي صلى الله عليه وسلم لعمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع من الهجرة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتجهز للعمرة وألا يتخلف أحد ممن شهد الحديبية، واستعمل على المدينة أبا رهم الغفاري، ويقال غيره.

            وقد ساق النبي صلى الله عليه وسلم ستين، وقيل سبعين بدنة للهدي، وخرج بسلاح كثير إلا أنه لم يدخل به الحرم بل جعله على أطراف الحرم خشية أن يحدث المشركون شيئا فيكون السلاح قريبا منهم وجعل عليه بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم.

            ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وبين يديه ابن رواحة ينشد الشعر غيظا للمشركين، وقد ظن المشركون أن المسلمين قد ضعفوا من حمى المدينة، فلما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد اضطبع بردائه وأخرج عضده الأيمن، ثم قال : "رحم الله امرأ أراهم من نفسه قوة" . وفي رواية : "أراهم ما يكرهون" وأمر المسلمين أن يرملوا ثلاثة أشواط ، ويمشوا بين الركنين ، ليرى المشركون جلدهم.

            وخرج النبي صلى الله عليه وسلم بعد قضاء عمرته من مكة للأجل الذي بينه وبين المشركين، وخلف صلى الله عليه وسلم أبا رافع ليحمل إليه زوجته ميمونة بنت الحارث حين يمسي، وقد زوجه إياها العباس بن عبد المطلب في سفره هذا.

            وخرجت معه إلى مكة أمامة ابنة حمزة رضي الله عنه واختصم في حضانتها علي وجعفر وزيد فقضى النبي صلى الله عليه وسلم بها لجعفر لأن خالتها أسماء كانت زوجة جعفر.

            وعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في ذي الحجة ولله الحمد.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية