الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين . واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم . واغفر [ ص: 130 ] لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون . يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: هب لي حكما فيه ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : النبوة ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : اللب ، قاله عكرمة . والثالث : الفهم والعلم ، قاله مقاتل . وقد بينا قوله : وألحقني بالصالحين في سورة (يوسف : 101) ، وبينا معنى لسان صدق في (مريم : 50) والمراد بالآخرين : الذين يأتون بعده إلى يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: واغفر لأبي قال الحسن : بلغني أن أمه كانت مسلمة على دينه ، فلذلك لم يذكرها .

                                                                                                                                                                                                                                      فإن قيل : فقد قال : اغفر لي ولوالدي [إبراهيم : 41] .

                                                                                                                                                                                                                                      قيل : أكثر الذكر إنما جرى لأبيه ، فيجوز أن يسأل الغفران لأمه وهي مؤمنة ، فأما أبوه فلا شك في كفره . وقد بينا سبب استغفاره لأبيه في (براءة : 113) ، وذكرنا معنى الخزي في (آل عمران : 192) .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يوم يبعثون يعني : الخلائق .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إلا من أتى الله بقلب سليم فيه ستة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها : سليم من الشرك ، قاله الحسن ، وابن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني : سليم من الشك ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث : سليم ، أي : صحيح ، وهو قلب المؤمن ، لأن قلب الكافر والمنافق مريض ، قاله سعيد بن المسيب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 131 ] والرابع : أن السليم في اللغة : اللديغ ، فالمعنى : كاللديغ من خوف الله تعالى ، قاله الجنيد .

                                                                                                                                                                                                                                      والخامس : سليم من آفات المال والبنين ، قاله الحسين بن الفضل .

                                                                                                                                                                                                                                      والسادس : سليم من البدعة ، مطمئن على السنة ، حكاه الثعلبي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية