الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            في هذه السنة توفيت أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم وزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما توفي أيضا النجاشي رضي الله عنه ونعاه النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين.

            وتسمى هذه السنة بعام الوفود لكثرة ما جاء فيها من الوفود إلى النبي صلى الله عليه وسلم مبايعين.

            وكان من أبرز هذه الوفود: وفد بني تميم، وفيهم نزلت آيات من سورة الحجرات، ووفد عبد القيس وبني عذرة، وبني كلاب، وبني أسد، وبني تجيب، وبني فزارة، وقدم عليه صلى الله عليه وسلم الأشعث بن قيس في وفد كندة، وزيد الخيل في وفد طيء، كما جاءه عدي بن حاتم مسلما، وعمرو بن معد يكرب في أناس من بني زبيد، وصرد بن عبد الله الأزدي في نفر من قومه ثم قدوم أهل جرش بعدهم، وفروة بن مسيك المرادي، ورفاعة بن زيد الجذامي، وجاء وفد بلي وبهراء، وبارق، والدارين، والبكاء، وباهلة، وهمدان.

            كما كان فيها إسلام بني الحارث بن كعب، وبعث عمرو بن حزم إلى اليمن، وفروة بن عمرو الجذامي صاحب بلاد معان. وفيها أيضا أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن وأوصاه بهم.

            وقد وفد في هذه السنة على النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن الطفيل وأربد بن قيس وقد نويا الغدر فحال الله دون ذلك فطعن عامر بن الطفيل، وضربت صاعقة أربد بن قيس فهلك.

            كما كان من أبرز الوفود التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفد بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب وهو فيهم، وكانوا قد خلفوه في رحالهم يحفظها وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيه كما أعطى الوفد فقال صلى الله عليه وسلم: «أما إنه ليس بشركم مكانا» يعني لحفظه ضيعة أصحابه، فلما أخبروا مسيلمة بما قال صلى الله عليه وسلم ورجع مع قومه ارتد وتنبأ وأخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال لهم ذلك لأنه علم أنه شريك له في الأمر وظل يلقي عليهم مما يوحيه إليه الشيطان من الخطاب المسجوع.

            وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض فوضع في كفي سواران من ذهب فكبرا علي فأوحي إلي أن أنفخهما فنفختهما فذهبا ، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة »

            التالي السابق


            الخدمات العلمية