الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1012 [ ص: 358 ] 15 - باب: الدعاء في الخسوف

                                                                                                                                                                                                                              قاله أبو موسى وعائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

                                                                                                                                                                                                                              1060 - حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا زائدة قال: حدثنا زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي". [انظر: 1043 - مسلم: 915 - فتح: 2 \ 546]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              أما حديث أبي موسى فسلف في الباب قبله: "فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه".

                                                                                                                                                                                                                              وأما حديث عائشة فسلف في باب الصدقة في الكسوف.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق بإسناده حديث المغيرة بن شعبة: انكسفت الشمس.. الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وسلف في أول كتاب الكسوف.

                                                                                                                                                                                                                              وقيامه فزعا يدل على أنه أول كسوف رأى، فدخله الخوف إذ رأى ما لم يعهد.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أنه كان لم يخبر بالآيات التي بين يدي الساعة ; لأنه لا يخشى من أمر يعلم أن علاماته لم تظهر ثم أخبر به بعد.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ( "فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره" ) هو من قوله: فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا [الأنعام: 43] وذلك مما كانوا [ ص: 359 ] يبلون به من البأساء والضراء. وأما إذا أتى العذاب فلا مرد له لقوله تعالى: فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها الآية [يونس: 98] وكذلك من غرغر وعاين الملائكة الذين يقبضون روحه لم ينفعه الإيمان، ولم تكن له توبة، قال تعالى: وليست التوبة للذين يعملون السيئات الآية. ثم قال: ولا الذين يموتون وهم كفار [النساء: 18] يعني: غرغروا بالموت، فسماهم الله كفارا ; لأنهم قاربوه.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله في الباب: ( "فإذا رأيتموهما" ) يعني: الآيتين. قاله الداودي.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ( "حتى تنجلي" ) يعني: الشمس تظهر حين يكشف عنها.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية