الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قالوا إنما أنت من المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : هل اختلف المعنى بإدخال الواو ها هنا وتركها في قصة ثمود ؟ قلت : إذا أدخلت الواو فقد قصد معنيان : كلاهما مناف للرسالة عندهم : التسحير والبشرية ، وأن الرسول لا يجوز أن يكون مسحرا ولا يجوز أن يكون بشرا ، وإذا تركت الواو فلم يقصد إلا معنى واحد وهو كونه مسحرا ، ثم قرر بكونه شرا مثلهم . فإن قلت : إن المخففة من الثقيلة ولامها كيف تفرقتا على فعل الظن وثاني مفعولية ؟ قلت : أصلهما أن يتفرقا على المبتدأ والخبر ، كقولك : إن زيد لمنطلق ، فلما كان البابان -أعني باب كان وباب ظننت- من جنس باب المبتدإ والخبر ، فعل ذلك في البابين فقيل : إن كان زيد لمنطلقا ، وإن ظننته لمنطلقا .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية