nindex.php?page=treesubj&link=19705_19881_28752_30454_34092_34199_34202_34289_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27ويقول الذين كفروا أي أهل
مكة عبد الله بن أبي أمية وأصحابه وإيثار هذه الطريقة على الإضمار مع ظهور إرادتهم عقيب ذكر فرحهم بناء على أن ضمير ( فرحوا ) لهم لذمهم والتسجيل عليهم بالكفر فيما حكي عنهم من قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27لولا أنزل عليه آية من ربه فإن ذلك في أقصى مراتب المكابرة والعناد كأن ما أنزل عليه عليه الصلاة والسلام من الآيات العظام الباهرة ليست عندهم بآية حتى اقترحوا ما لا تقتضيه الحكمة من الآيات كسقوط السماء عليهم كسفا وسير الأخشبين وجعل البطاح محارث ومفترسا
كالأردن وإحياء
قصي لهم إلى غير ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27قل إن الله يضل من يشاء إضلاله مشيئة تابعة للحكمة الداعية إليها وهو كلام جار مجرى التعجب من قولهم وذلك أن الآيات الباهرة المتكاثرة التي أوتيها صلى الله تعالى عليه وسلم لم يؤتها نبي قبله وكفى بالقرآن وحده آية فإذا جحدوها ولم يعتدوا بها كان ذلك موضعا للتعجب والإنكار وكان الظاهر أن يقال في الجواب : ما أعظم عنادكم وما أشد تصميمكم على الكفر ونحوه إلا أنه وضع هذا موضعه للإشارة إلى أن المتعجب منه يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27إن الله يضل .. إلخ أي أنه تعالى يخلق فيمن يشاء الضلال بصرف اختياره إلى تحصيله ويدعه منهمكا فيه لعلمه بأنه لا ينجح فيه اللطف ولا ينفعه الإرشاد لسوء استعداده كمن كان على صفتكم في المكابرة والعناد وشدة الشكيمة والغلو في الفساد فلا سبيل له إلى الاهتداء ولو جاءته كل آية .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27ويهدي إليه أي إلى جانبه العلي الكبير .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان : أي إلى دينه وشرعه سبحانه هداية موصلة إليه لا دلالة مطلقة إلى ما يوصل فإن ذلك غير مختص بالمهتدين وفيه من تشريفهم ما لا يوصف وقيل : الضمير للقرآن أو للرسول عليه الصلاة والسلام وهو خلاف الظاهر جدا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27من أناب . (27) . أي أقبل إلى الحق وتأمل في تضاعيف ما نزل من دلائله الواضحة وحقيقة الإنابة الرجوع إلى نوبة الخير وإيثارها في الصلة على إيراد المشيئة كما في الصلة الأولى على ما قال مولانا
شيخ الإسلام للتنبيه على الداعي إلى الهداية بل إلى مشيئتها والإشعار بما دعا إلى المشيئة الأولى من المكابرة وفيه حث للكفرة على الإقلاع عما هم عليه من العتو والعناد وإيثار صيغة الماضي للإيماء إلى استدعاء الهداية السابقة كما أن إيثار صيغة المضارع في الصلة الأولى للدلالة على استمرار المشيئة حسب استمرار مكابرتهم والآية صريحة في مذهب أهل السنة في نسبة الخير والشر إليه عز وجل وأولها
المعتزلة فقال
[ ص: 149 ] nindex.php?page=showalam&ids=13980أبو علي الجبائي : المعنى يضل من يشاء عن ثوابه ورحمته عقوبة له على كفره فلستم ممن يجيبه الله تعالى إلى ما يسأل لاستحقاقكم العذاب والضلال عن الثواب ويهدي إلى جنته من تاب وآمن ثم قال : وبهذا تبين أن الهدى هو الثواب من حيث علق بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27من أناب والهدى الذي يفعله سبحانه بالمؤمن هو الثواب لأنه يستحقه على إيمانه وذلك يدل على أنه تعالى يضل عن الثواب لا عن الدين بالكفر على ما ذهب إليه من خالفنا . اهـ . ولا يخفى ما فيه .
nindex.php?page=treesubj&link=19705_19881_28752_30454_34092_34199_34202_34289_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا أَيْ أَهْلُ
مَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ وَأَصْحَابُهُ وَإِيثَارُ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ عَلَى الْإِضْمَارِ مَعَ ظُهُورِ إِرَادَتِهِمْ عَقِيبَ ذِكْرِ فَرَحِهِمْ بِنَاءً عَلَى أَنَّ ضَمِيرَ ( فَرِحُوا ) لَهُمْ لِذَمِّهِمْ وَالتَّسْجِيلِ عَلَيْهِمْ بِالْكُفْرِ فِيمَا حُكِيَ عَنْهُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَإِنَّ ذَلِكَ فِي أَقْصَى مَرَاتِبِ الْمُكَابَرَةِ وَالْعِنَادِ كَأَنَّ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنَ الْآيَاتِ الْعِظَامِ الْبَاهِرَةِ لَيْسَتْ عِنْدَهُمْ بِآيَةٍ حَتَّى اقْتَرَحُوا مَا لَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ مِنَ الْآيَاتِ كَسُقُوطِ السَّمَاءِ عَلَيْهِمْ كِسْفًا وَسَيْرِ الْأَخْشَبَيْنِ وَجَعْلِ الْبِطَاحِ مَحَارِثَ وَمُفْتَرَسًا
كَالْأُرْدُنِ وَإِحْيَاءِ
قُصَيٍّ لَهُمْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ إِضْلَالُهُ مَشِيئَةٌ تَابِعَةٌ لِلْحِكْمَةِ الدَّاعِيَةِ إِلَيْهَا وَهُوَ كَلَامُ جَارٍ مَجْرَى التَّعَجُّبِ مِنْ قَوْلِهِمْ وَذَلِكَ أَنَّ الْآيَاتِ الْبَاهِرَةَ الْمُتَكَاثِرَةَ الَّتِي أُوتِيَهَا صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُؤْتَهَا نَبِيٌّ قَبْلَهُ وَكَفَى بِالْقُرْآنِ وَحْدَهُ آيَةً فَإِذَا جَحَدُوهَا وَلَمْ يَعْتَدُّوا بِهَا كَانَ ذَلِكَ مَوْضِعًا لِلتَّعَجُّبِ وَالْإِنْكَارِ وَكَانَ الظَّاهِرُ أَنْ يُقَالَ فِي الْجَوَابِ : مَا أَعْظَمَ عِنَادَكُمْ وَمَا أَشَدَّ تَصْمِيمَكُمْ عَلَى الْكُفْرِ وَنَحْوِهِ إِلَّا أَنَّهُ وَضَعَ هَذَا مَوْضِعَهُ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ الْمُتَعَجِّبَ مِنْهُ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ .. إِلَخْ أَيْ أَنَّهُ تَعَالَى يَخْلُقُ فِيمَنْ يَشَاءُ الضَّلَالَ بِصَرْفِ اخْتِيَارِهِ إِلَى تَحْصِيلِهِ وَيَدَعُهُ مُنْهَمِكًا فِيهِ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُ لَا يَنْجَحُ فِيهِ اللُّطْفُ وَلَا يَنْفَعُهُ الْإِرْشَادُ لِسُوءِ اسْتِعْدَادِهِ كَمَنْ كَانَ عَلَى صِفَتِكُمْ فِي الْمُكَابَرَةِ وَالْعِنَادِ وَشَدَّةِ الشَّكِيمَةِ وَالْغُلُوِّ فِي الْفَسَادِ فَلَا سَبِيلَ لَهُ إِلَى الِاهْتِدَاءِ وَلَوْ جَاءَتْهُ كُلُّ آيَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27وَيَهْدِي إِلَيْهِ أَيْ إِلَى جَانِبِهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ : أَيْ إِلَى دِينِهِ وَشَرْعِهِ سُبْحَانَهُ هِدَايَةً مُوَصِّلَةً إِلَيْهِ لَا دَلَالَةَ مُطْلَقَةً إِلَى مَا يُوصِلُ فَإِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مُخْتَصٍّ بِالْمُهْتَدِينَ وَفِيهِ مِنْ تَشْرِيفِهِمْ مَا لَا يُوصَفُ وَقِيلَ : الضَّمِيرُ لِلْقُرْآنِ أَوْ لِلرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُوَ خِلَافُ الظَّاهِرِ جِدًّا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27مَنْ أَنَابَ . (27) . أَيْ أَقْبَلَ إِلَى الْحَقِّ وَتَأَمَّلَ فِي تَضَاعِيفِ مَا نَزَلَ مِنْ دَلَائِلِهِ الْوَاضِحَةِ وَحَقِيقَةُ الْإِنَابَةِ الرُّجُوعُ إِلَى نَوْبَةِ الْخَيْرِ وَإِيثَارُهَا فِي الصِّلَةِ عَلَى إِيرَادِ الْمَشِيئَةِ كَمَا فِي الصِّلَةِ الْأُولَى عَلَى مَا قَالَ مَوْلَانَا
شَيْخُ الْإِسْلَامِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى الدَّاعِي إِلَى الْهِدَايَةِ بَلْ إِلَى مَشِيئَتِهَا وَالْإِشْعَارِ بِمَا دَعَا إِلَى الْمَشِيئَةِ الْأُولَى مِنَ الْمُكَابَرَةِ وَفِيهِ حَثٌّ لِلْكَفَرَةِ عَلَى الْإِقْلَاعِ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُتُوِّ وَالْعِنَادِ وَإِيثَارُ صِيغَةِ الْمَاضِي لِلْإِيمَاءِ إِلَى اسْتِدْعَاءِ الْهِدَايَةِ السَّابِقَةِ كَمَا أَنَّ إِيثَارَ صِيغَةِ الْمُضَارِعِ فِي الصِّلَةِ الْأُولَى لِلدَّلَالَةِ عَلَى اسْتِمْرَارِ الْمَشِيئَةِ حَسَبَ اسْتِمْرَارِ مُكَابَرَتِهِمْ وَالْآيَةُ صَرِيحَةٌ فِي مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي نِسْبَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ إِلَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَوَّلَهَا
الْمُعْتَزِلَةُ فَقَالَ
[ ص: 149 ] nindex.php?page=showalam&ids=13980أَبُو عَلِيٍّ الْجُبَّائِيُّ : الْمَعْنَى يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ عَنْ ثَوَابِهِ وَرَحْمَتِهِ عُقُوبَةً لَهُ عَلَى كُفْرِهِ فَلَسْتُمْ مِمَّنْ يُجِيبُهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مَا يَسْأَلُ لِاسْتِحْقَاقِكُمُ الْعَذَابَ وَالضَّلَالَ عَنِ الثَّوَابِ وَيَهْدِي إِلَى جَنَّتِهِ مَنْ تَابَ وَآمَنَ ثُمَّ قَالَ : وَبِهَذَا تَبَيَّنَ أَنَّ الْهُدَى هُوَ الثَّوَابُ مِنْ حَيْثُ عُلِّقَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27مَنْ أَنَابَ وَالْهُدَى الَّذِي يَفْعَلُهُ سُبْحَانَهُ بِالْمُؤْمِنِ هُوَ الثَّوَابُ لِأَنَّهُ يَسْتَحِقُّهُ عَلَى إِيمَانِهِ وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى يُضِلُّ عَنِ الثَّوَابِ لَا عَنِ الدِّينِ بِالْكُفْرِ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَنْ خَالَفَنَا . اهَـ . وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ .