الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم بين تعالى دلائل وحدته وعظمته وقدرته الباهرة ، بقوله سبحانه :

                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [16-18] ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين .

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد جعلنا في السماء بروجا جمع (برج) يطلق على القصر والحصن وعلى المنازل الاثني عشر التي تنتقل فيها الشمس في ظاهر الرؤية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد فسرت البروج في الآية بالنجوم وبالمنازل المذكورة وبالقصور ، على التشبيه بحصون الأرض وقصورها . فإن النجوم هياكل فخيمة عظيمة : وزيناها أي : السماء بتلك البروج المختلفة الأشكال والأضواء المرئية : للناظرين أي : إلى حركاتها وأضوائها . أو للمتفكرين المعتبرين المستدلين بها على قدرة موجدها ووحدانيته .

                                                                                                                                                                                                                                      وحفظناها من كل شيطان رجيم

                                                                                                                                                                                                                                      إلا من استرق أي : اختلس : السمع أي : من الملائكة السماوية : فأتبعه أي : تبعه ولحقه : شهاب مبين أي : لهب محرق ظاهر ، فيرجع أو فيحترق .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 3752 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية