الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزؤا الإشارة إما إلى ما تقدم من وعيدهم في قوله إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ، أي ذلك الإعداد جزاؤهم .

وقوله جزاؤهم خبر عن اسم الإشارة . وقوله جهنم بدل من جزاؤهم بدلا مطابقا لأن إعداد جهنم هو عين جهنم وإعادة لفظ جهنم أكسبه قوة التأكيد .

وإما إلى مقدر في الذهن دل عليه السياق بينه ما بعده على نحو استعمال ضمير الشأن مع تقدير مبتدأ محذوف . والتقدير : الأمر والشأن ذلك جزاؤهم جهنم . [ ص: 49 ] والباء للسببية ، وما مصدرية ، أي بسبب كفرهم .

واتخذوا عطف على كفروا فهو من صلة ما المصدرية . والتقدير : وبما اتخذوا آياتي ورسلي هزؤا ، أي باتخاذهم ذلك كذلك .

والرسل يجوز أن يراد به حقيقة الجمع فيكون إخبارا عن حال كفار قريش ومن سبقهم من الأمم المكذبين ، ويجوز أن يراد به الرسول الذي أرسل إلى الناس كلهم وأطلق عليه اسم الجمع تعظيما كما في قوله نجب دعوتك ونتبع الرسل . والهزؤ - بضمتين - مصدر بمعنى المفعول . وهو أشد مبالغة من الوصف باسم المفعول ، أي كانوا كثيري الهزؤ بهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية