الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [103] قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا [104] الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا [105] أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا [106] ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا .

                                                                                                                                                                                                                                      قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا [ ص: 4120 ] أي: ضاع وبطل: وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم أي: التي جاءت بالعمل بها رسلهم: ولقائه أي: بالبعث والحساب والجزاء: فحبطت أعمالهم لكفرهم المذكور: فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا أي: فنزدريهم ولا نجعل لهم مقدارا واعتبارا، لأن مداره الأعمال الصالحة، وقد حبطت بالمرة.

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك أي: الأمر ذلك. وقوله: جزاؤهم جهنم جملة مبينة له، أو ذلك مبتدأ، والجملة خبره، والعائد محذوف. أي: جزاؤهم به. أو جزاؤهم خبر وجهنم عطف بيان له: بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا أي: مهزوءا بهما. وذلك موجب لشدة المقت والغضب والنكال.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية