nindex.php?page=treesubj&link=29747_31979_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فاتخذت من دونهم حجابا والفاء للترتيب والتعقيب؛ أي أنه صاحب الانتباذ؛ أو أعقبه؛ أن اتخذت حجابا من دونهم؛ يحول بينهم وبينها؛ فلا يرونها في عزلتها؛ ولا تراهم؛ وذلك إحكام للعزلة التي أرادتها؛ بإلهام من الله (تعالى)؛ لتكون أما
لعيسى؛ وقد كانت في هذه الخلوة الروحية على استعداد لتلقي أمر ربها؛ وقد قال (تعالى) - في الاصطفاء؛ في سورة "آل عمران "؛ مخاطبا لها بالوحي؛ أو بالإلهام الروحي -:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=42وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=43يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين
في هذه الخلوة الروحية التي كان يتحدث فيها الملائكة؛ كان لقاء
جبريل الأمين لها؛ ولذا قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا "الروح "؛ هو
جبريل؛ وقد عبر عنه بـ
"روح القدس "؛ وأضيفت الروح إلى الله; لأنه خالقها؛
[ ص: 4622 ] ولأنه المختص برسالته إلى خلقه؛ وكذلك كان التعبير في قوله (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91فنفخنا فيها من روحنا ؛ أي:
جبريل الأمين؛ والفاء للترتيب؛ أي أنه بعد أن اتخذت حجابا بينها وبين الناس؛ منتبذة دونهم مكانا شرقيا؛ أرسلنا إليها في هذه الخلوة الروحية
جبريل؛ nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فتمثل لها بشرا سويا أي: ظهر لها في صورة رجل سوي؛ مستوي الخلق؛ والتكوين؛ حسن الصورة؛ وقد جاءها كذلك؛ لأن البشر لا يرون الملك من الملائكة إلا على صورة البشر؛ قال (تعالى):
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=9ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون لأن البشر بحالهم البشرية لا يستطيعون أن يروا ملكا وهو في صورته الروحية.
فوجئت
البتول مريم - وهي في مكان قصي شرقي؛ قد انتبذت الناس؛ واتخذت من دونهم حجابا - بصورة رجل من البشر؛ يدخل عليها؛ ولا تدري من أين جاءها؛ وقد سدت الأبواب؛ وقام الحجاب؛ وفي الفزع من المفاجأة؛ قال الله عنها:
nindex.php?page=treesubj&link=29747_31979_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا وَالْفَاءُ لِلتَّرْتِيبِ وَالتَّعْقِيبِ؛ أَيْ أَنَّهُ صَاحَبَ الِانْتِبَاذَ؛ أَوْ أَعْقَبَهُ؛ أَنِ اتَّخَذَتْ حِجَابًا مِنْ دُونِهِمْ؛ يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهَا؛ فَلَا يَرَوْنَهَا فِي عُزْلَتِهَا؛ وَلَا تَرَاهُمْ؛ وَذَلِكَ إِحْكَامٌ لِلْعُزْلَةِ الَّتِي أَرَادَتْهَا؛ بِإِلْهَامٍ مِنَ اللَّهِ (تَعَالَى)؛ لِتَكُونَ أُمًّا
لِعِيسَى؛ وَقَدْ كَانَتْ فِي هَذِهِ الْخَلْوَةِ الرُّوحِيَّةِ عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِتَلَقِّي أَمْرِ رَبِّهَا؛ وَقَدْ قَالَ (تَعَالَى) - فِي الِاصْطِفَاءِ؛ فِي سُورَةِ "آلِ عِمْرَانَ "؛ مُخَاطِبًا لَهَا بِالْوَحْيِ؛ أَوْ بِالْإِلْهَامِ الرُّوحِيِّ -:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=42وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=43يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ
فِي هَذِهِ الْخَلْوَةِ الرُّوحِيَّةِ الَّتِي كَانَ يَتَحَدَّثُ فِيهَا الْمَلَائِكَةُ؛ كَانَ لِقَاءُ
جِبْرِيلَ الْأَمِينِ لَهَا؛ وَلِذَا قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا "اَلرُّوحُ "؛ هُوَ
جِبْرِيلُ؛ وَقَدْ عَبَّرَ عَنْهُ بِـ
"رُوحِ الْقُدُسِ "؛ وَأُضِيفَتِ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ; لِأَنَّهُ خَالِقُهَا؛
[ ص: 4622 ] وَلِأَنَّهُ الْمُخْتَصُّ بِرِسَالَتِهِ إِلَى خَلْقِهِ؛ وَكَذَلِكَ كَانَ التَّعْبِيرُ فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا ؛ أَيْ:
جِبْرِيلَ الْأَمِينِ؛ وَالْفَاءُ لِلتَّرْتِيبِ؛ أَيْ أَنَّهُ بَعْدَ أَنِ اتَّخَذَتْ حِجَابًا بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ؛ مُنْتَبِذَةً دُونَهُمْ مَكَانًا شَرْقِيًّا؛ أَرْسَلْنَا إِلَيْهَا فِي هَذِهِ الْخَلْوَةِ الرُّوحِيَّةِ
جِبْرِيلَ؛ nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا أَيْ: ظَهَرَ لَهَا فِي صُورَةِ رَجُلٍ سَوِيٍّ؛ مُسْتَوِي الْخَلْقِ؛ وَالتَّكْوِينِ؛ حَسَنِ الصُّورَةِ؛ وَقَدْ جَاءَهَا كَذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْبَشَرَ لَا يَرَوْنَ الْمَلَكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا عَلَى صُورَةِ الْبَشَرِ؛ قَالَ (تَعَالَى):
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=9وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ لِأَنَّ الْبَشَرَ بِحَالِهِمُ الْبَشَرِيَّةِ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرَوْا مَلَكًا وَهُوَ فِي صُورَتِهِ الرُّوحِيَّةِ.
فُوجِئَتِ
الْبَتُولُ مَرْيَمُ - وَهِيَ فِي مَكَانٍ قَصِيٍّ شَرْقِيٍّ؛ قَدِ انْتَبَذَتِ النَّاسَ؛ وَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا - بِصُورَةِ رَجُلٍ مِنَ الْبَشَرِ؛ يَدْخُلُ عَلَيْهَا؛ وَلَا تَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَهَا؛ وَقَدْ سَدَّتِ الْأَبْوَابَ؛ وَقَامَ الْحِجَابُ؛ وَفِي الْفَزَعِ مِنَ الْمُفَاجَأَةِ؛ قَالَ اللَّهُ عَنْهَا: