الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة آية 220

                                          [2075] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : " كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة يعني: في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها ".

                                          [2076] حدثنا أبي ، ثنا علي بن محمد الطنافسي ، ثنا أبو أسامة ، عن الصعق التميمي ، قال: شهدت الحسن ، وقرأ هذه الآية في البقرة: لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة قال: هي والله لمن تفكر فيها ليعلم أن الدنيا دار بلاء ثم دار فناء وليعلم أن دار الآخرة، دار جزاء، ثم دار بقاء.

                                          والوجه الثاني:

                                          [2077] - حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن قتادة ، لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة فتعرفوا فضل الآخرة على الدنيا.

                                          قوله تعالى: ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير

                                          [2078] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن من حدثه، عن ابن عباس : " ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح قال: من يتعمد أكل مال اليتيم ومن يتحرج عنه، لا يألو عن إصلاحه ".

                                          [ ص: 395 ] [2079] قرأت على محمد بن الفضل بن موسى ، ثنا محمد بن علي بن الحسن، أنبأ محمد بن مزاحم ، ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله: ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير يعني: الذين يلون أموال اليتامى، يقول: إصلاح اليتامى خير قال أبو محمد : وروي عن السدي ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم ، نحو ذلك.

                                          قوله: قل إصلاح لهم خير

                                          [2080] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، ثنا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة ، عن عقيل بن خالد ، قال: سألت ابن شهاب عن قول الله تعالى: " قل إصلاح لهم خير قال: فترى أن خيرا لهم أن يصلح مالهم معزولا على حدته، ولا يلبس بغيره. ومن كان يرى أن خلط أموالهم بماله أزيد لهم وأصلح للقيام على أموالهم، فيرى أن يفعل ذلك بهم إن كان خيرا لهم ".

                                          قوله تعالى: وإن تخالطوهم

                                          [2081] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عمران بن عيينة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: لما نزلت: " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما جعل كل رجل في حجره يتيم، يعزل ماله على حدة. فشق ذلك على المسلمين، فأنزل الله: وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح فأحل لهم خلطتهم ".

                                          [2082] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن من حدثه، عن ابن عباس : " وإن تخالطوهم فإخوانكم قال: المخالطة: أن تشرب من لبنه، ويشرب من لبنك، وتأكل من قصعته ويأكل من قصعتك، وتأكل من ثمرته، ويأكل من ثمرتك " .

                                          [2083] حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ، ثنا أبو داود ، عن زمعة ، عن ابن طاووس ، عن أبيه، قوله: وإن تخالطوهم فإخوانكم قال: هذا إذا كان طعامك أفضل من طعامه.

                                          [2084] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: " وإن تخالطوهم فإخوانكم قال: مخالطة اليتيم في الرعي والأدم ".

                                          [ ص: 396 ] قوله تعالى: فإخوانكم

                                          [2085] ذكر زائدة، عن منصور ، عن الحكم، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قرأ علينا هذه الآية: (وإن تخالطوهم فإخوانكم في الدين).

                                          [2086] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلي، ثنا الحسين بن محمد ، ثنا شيبان ، عن قتادة ، قوله فإخوانكم قال: يكونون من إخوة الإسلام.

                                          قوله: والله يعلم المفسد من المصلح

                                          [2087] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن من حدثه، عن ابن عباس والله يعلم المفسد من المصلح قال: " من يتعمد أكل مال اليتيم، ومن يتحرج عنه ولا يألو عن إصلاحه ".

                                          [2088] حدثنا أبي ، ثنا عيسى بن جعفر ، ثنا مسلم بن خالد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : والله يعلم المفسد من المصلح يعني: أن الله لا يخفى عليه الذين يريدون منكم الإصلاح لهم، والإفساد عليهم. قال أبو محمد : وروي عن مقاتل بن حيان ، والسدي ، نحو ذلك.

                                          قوله: ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم

                                          [2089] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن من حدثه، عن ابن عباس : ولو شاء الله لأعنتكم قال: " لو شاء ما أحل لكم ما أصبتم مما لا تعمدون " .

                                          [2090] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ولو شاء الله لأعنتكم يقول: لو شاء الله لأحرجكم وضيق عليكم، ولكنه وسع ويسر، فقال: ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

                                          [2091 حدثنا أبي، ثنا يحيى بن المغيرة ، ثنا جرير ، عن منصور ، عن الحكم، عن مقسم ، عن ابن عباس ، في قول الله: ولو شاء الله لأعنتكم ولو شاء الله لجعل ما أصبتم من أموال اليتامى موبقا.

                                          [ ص: 397 ] [2092] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " ولو شاء الله لأعنتكم حرم عليكم الرعي والأدم ".

                                          [2093] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع بن أنس : ولو شاء الله لأعنتكم يقول: لأجهدكم فلم تقوموا بحق، ولم تؤدوا فريضة.

                                          [2094] حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا حام بن نوح البلخي ، ثنا أبو معاذ ، يعني: خالد بن سليمان ، ثنا أبو مصلح ، عن الضحاك ، في قوله: ولو شاء الله لأعنتكم قال: لو لم يبين لكم لأثمتم.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية