الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم آية 224

                                          [2144] حدثنا أبي ، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه، عن عطاء ، قال: " جاء رجل إلى عائشة ، فقال: يا أم المؤمنين: إني نذرت إن كلمت فلانا، فإن كل مملوك لي عتيق لوجه الله، وكل مال لي ستر للبيت. قالت: لا تجعل مملوكيك عتقا لوجه الله، ولا تجعل مالك سترا للبيت فإن الله يقول: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا قالت: فكفر عن يمينك ".

                                          [ ص: 407 ] والوجه الثاني:

                                          [2145] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم يقول: لا تجعلن عرضة ليمينك ألا تصنع الخير ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير، قال أبو محمد : وروي عن مسروق ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، والشعبي ، ومجاهد ، وعطاء ، والزهري ، والحسن ، وعكرمة ، وطاووس ، ومكحول ، ومقاتل بن حيان ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والضحاك ، وعطاء الخراساني ، والسدي ، نحو ذلك.

                                          قوله: أن تبروا

                                          [2146] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قوله: أن تبروا يعني: ألا تصلوا القرابة.

                                          [2147] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي وأما: تبروا فالرجل يحلف ألا يبر ذا رحمه فيقول: قد حلفت. فأمرهم الله ألا يعرض بيمينه بينه وبين ذي رحمه وليبره، ولا يبالي بيمينه.

                                          قوله تعالى: وتتقوا

                                          [2148] حدثنا أبي ، ثنا النفيلي ، ثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم الجزري ، في قول الله: أن تبروا وتتقوا قال: التقوى: تحلف وتقول: قد حلفت ألا أعتق ولا أصدق.

                                          قوله: وتصلحوا بين الناس

                                          [2149] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: وتتقوا وتصلحوا بين الناس قال: كان الرجل يريد الصلح بين اثنين فيغضبه أحدهما أو يتهمه، فيحلف ألا يتكلم بينهما في الصلح، قال: أن تصلوا إلى القرابة وتتقوا، يعني: وتتقوا وتصلحوا بين الناس، فهو خير من وفاء اليمين في المعصية .

                                          [ ص: 408 ] [2150] قال أبو محمد : وروي عن السدي ، نحو ذلك، وقال: هذا قبل أن تنزل الكفارات.

                                          قوله: والله سميع عليم

                                          وبالإسناد عن سعيد بن جبير ، في قول الله: والله سميع عليم يعني: اليمين الذي حلفوا عليها.

                                          قوله: عليم

                                          [2151] وبه عن سعيد بن جبير ، في قول الله: عليم يعني علم بها، كان هذا قبل أن تنزل كفارة اليمين.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية