الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون

                                                                                                                                                                                                                                        ( وآية لهم الأرض الميتة ) وقرأ نافع بالتشديد . ( أحييناها ) خبر لـ ( الأرض ) ، والجملة خبر ( آية ) أو صفة لها إذ لم يرد بها معينة وهي الخبر أو المبتدأ والآية خبرها ، أو استئناف لبيان كونها ( آية ) . ( وأخرجنا منها حبا ) جنس الحب . ( فمنه يأكلون ) قدم الصلة للدلالة على أن الحب معظم ما يؤكل ويعاش به .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب ) من أنواع النخل والعنب ، ولذلك جمعهما دون الحب فإن الدال على الجنس مشعر بالاختلاف ولا كذلك الدال على الأنواع ، وذكر النخيل دون التمور ليطابق الحب والأعناب لاختصاص شجرها بمزيد النفع وآثار الصنع . ( وفجرنا فيها ) وقرئ بالتخفيف ، والفجر والتفجير كالفتح والتفتيح لفظا ومعنى . ( من العيون ) أي شيئا من العيون ، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه ، أو ( العيون ) و ( من ) مزيدة عند الأخفش .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 268 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية